ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (فتنة جهيمان وظهور المهدي)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (فتنة جهيمان وظهور المهدي)
168 0

الوصف

                                                    يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة
                                                           فتنة جهيمان وظهور المهدي

جهيمان:

وفي زماننا هذا؛ وبالتحديد في يوم الثلاثاء الأول من شهر محرم سنة ألف وأربع مائة هجرية الموافق العشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) سنة ألف وتسع مائة وتسعة وسبعين ميلادية؛ فوجئت مكة بحدث آخر غريب ومستنكر؛ فتنة لم تكن متوقعة، فقد قامت مجموعة من الرجال المسلحين بالرشاشات وغيرها من الأسلحة النارية باحتلال المسجد الحرام لإعلان ظهور المهدي، الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي في آخر الزمان ويوافق اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءوا معهم برجل يدعى محمد بن عبد الله القحطاني وزعموا أنه هو المهدي وأن جميع الأوصاف تنطبق عليه، وخطبوا في الناس الذين كانوا بالحرم وقرءوا عليهم الأحاديث الشريفة الخاصة بالمهدي، ثم دعوهم إلى مبايعته بين الركن والمقام حسب ما ورد في الأحاديث، وقد انتشر أفراد المجموعة في أرجاء المسجد وسيطروا على جميع المداخل والسراديب والمآذن العالية، واتخذوا مواقع تسمح لهم بالسيطرة على المسجد الحرام وما حوله حتى رؤوس الجبال، وكان اسم قائد هذه العملية جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي.

وأصدر العلماء في المملكة العربية السعودية فتوى بقتال هذه الفئة التي انتهكت قدسية البيت الحرام وفي البلد الحرام، مستدلين بقول الله تعالى: (وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) وغيرها من الآيات والأحاديث، وتحركت قوات الأمن السعودية وطلبت من المسلحين عدة مرات الاستسلام حقنًا للدماء ومحافظة على قدسية الحرم، فأمطروا القوات بوابل من النيران، فقامت القوات بتطويق الحرم استعدادًا لحسم الموقف.

وبدأت القوات العسكرية عملية تطهير الحرم من هذه العصابة، واستخدمت الغازات الخانقة والمسيلة للدموع لإجبارهم على الاستسلام، فاستسلمت مجموعات منهم، وقاومت مجموعات أخرى، وتبين أن عدد أفراد العصابة يقدر بمائتين وستين شخصًا، من بينهم ثلاثة وعشرون امرأة وطفلًا. ومعظم هؤلاء من السعوديين، انضم إليهم بعض الأفراد من بلاد أخرى.

واستغرقت عملية تطهير المسجد الحرام من هذه العصابة حوالي أسبوعين، وكانت حصيلتها كالآتي:

مائة وسبعة عشر قتيلًا من أفراد العصابة بينهم الرجل الذي زعموا أنه المهدي، ومائة وسبعة وعشرون قتيلًا، وأربع مائة وواحد وخمسون جريحًا من القوات العسكرية.

وتسببت هذه الفتنة في توقف الصلاة والطواف في المسجد الحرام سبعة عشر يومًا، وهي المرة الأولى في تاريخ المسجد منذ الإسلام، ولم يؤد في الحرم خمسة وثمانون فرضًا وجمعتان. وقد أدى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود صلاة مغرب يوم الخميس السابع عشر من المحرم، وهي أول صلاة تؤدي بعد فتح أبواب الحرم للصلاة وفي اليوم التالي الجمعة غص المسجد الحرام بمجموع المصلين الذين توافدوا من مدن ومناطق مختلفة بعد أن تاقت نفسهم طويلًا للخشوع بين يدي الله بجوار بيته العتيق.

وفي يوم الأربعاء الواحد والعشرين من شهر صفر من هذه السنة، أي بعد سبعة أسابيع من بداية الفتنة ثم إعدام ثلاثة وستين من أفراد هذه العصابة: واحد وأربعين سعوديًا، وعشرة مصريين، وسبعة يمنيين، وثلاثة كويتيين، وعراقي واحد، وسوداني واحد، تم توزيعهم على ثمانية مدن لتنفيذ الحكم فيهم، وحكم بالسجن لمدد مختلفة على تسعة عشر، وعلى النساء بسجن سنتين مع العناية بإصلاحهن دينيًّا وتربويًّا، وأفرج عن ثمانية وثلاثين رجلًا.

وأما الأحداث التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها سوف تحدث في المستقبل في مكة وفي المسجد الحرام وعند بيت الله الحرام فهي: