ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (الحجاج بن يوسف وضرب الكعبة)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (الحجاج بن يوسف وضرب الكعبة)
173 0

الوصف

                                                    يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة
                                                        الحجاج بن يوسف وضرب الكعبة

الحجاج:

وفي أول الشهر الحجة سنة ثنتين وسبعين قام الحجاج بن يوسف الثقفي ومعه جيش الشام بحصار مكة لحرب عبد الله بن الزبير ومن معه، واستمر الحصار خمسة أشهر وسبعة عشر يومًا، وقد نصب الجاج المنجنيق على مكة ليحصر أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك بن مروان، وكان معه الحجاج الحبشة، حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك بن مروان، وكان مع الحجاج الحبشة، فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقًا كثيرًا، وكان معه خمس مجانيق فألح عليها بالرمي من كل مكان، وحبس عن أهله مكة الميرة والماء، فكانوا يشربون من ماء زمزم، وجعلت حجارة المجانيق تقع في الكعبة، والحجاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام الله الله في الطاعة، فكانوا يحملون على ابن الزبير، فيش عليهم ابن الزبير وليس معه أحد حتى يخرجهم من باب بني شيبة، ثم يكرون عليه فيشد عليهم، وفعل ذلك مرارًا، وقتل يومئذ جماعة منهم وهو يقول: هذا وأنا ابن الحواري. وذكر أنهم لما رموا بالمنجنيق جاءت الصواعق والبروق والرعود حتى جعلت تعلو أصواتها على صوت المنجنيق، ونزلت صاعقة فأصابت من الشاميين اثني عشر رجلًا فضعفت عند ذلك قلوبهم عن المحاصرة، فلم يزل الحجاج يشجعهم ويخبرهم أن الصواعق تصيب القوم مثل الذي يصيبهم، وأنهم على الطاعة وهم على المخالفة، ونزلت صاعقة فقتلت جماعة من أصحاب ابن الزبير أيضًا، ونزلت صاعقة على المنجنيق فأحرقته، فتوقف أهل الشام عن الرمي والمحاصرة وشكا لها خذلان الناس له وخروجهم إلى الحجاج، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، فشجعته على القتال ودعت له واحتضنته لتودعه -وكانت قد أضرت في آخر عمرها -فوجدته لابسًا درعًا من حديد، فطلبت منه أن ينزعه؛ لأنه ليس لباس من يريد الشهادة، فنزعه وشد عليه بقية ثيابه لئلا تبدو عورته إذا قتل، وجعلت أمه تذكره بأبيه الزبير، وجده أبي بكر الصديق، وجدته صفية بنت عبد المطلب، وخالته عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجيه القدوم عليهم إذا هو قتل شهيدًا، ثم خرج من عندها فكان ذلك آخر عهده بها رضي الله عنهما. وكان يخرج من باب المسجد الحرام وهناك خمس مائة فارس وراجل فيحمل عليهم فيتفرقون عنه يمينًا وشمالًا، ولقد كان حجر المنجنيق يقع على طرف ثوبه فلا ينزعج بذلك، ثم يخرج إليهم فيقاتلهم كأنه أسد ضار، حتى جعل الناس يتعجبون من إقدامه وشجاعته، فلما كان ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى من هذه السنة بات ابن الزبير يصلي طول ليلته ثم جلس فأغفى ثم انتبه مع الفجر على عادته فصلى الفجر بجماعته، وبعد الصلاة حرضهم وحثهم على القتال والصبر، ثم نهضوا وحملوا حملة رجل واد حتى كشفوهم إلى الحجون فجاءته آجرة فأصابته في وجهه فارتعش لها ثم سقط إلى الأرض فأسرعوا إليه فقتلوه رضي الله عنه. ثم أمر الحجاج بجثة ابن الزبير فصلبت على ثنية كدا عند الحجون، يقال منكسة، فما زالت مصلوبة حتى مر به عبد الله بن عمر فقال: رحمة الله عليك يا أبا خبيب، أما والله لقد كنت صوامًا قوامًا، ثم قال: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟ فبعث الحجاج فأنزل عن الجذع ودفن هناك. ودخل الحجاج إلى مكة فأخذ البيعة من أهلها إلى عبد الملك بن مروان.