ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (بعثه رسول الله وظهور الإسلام)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (بعثه رسول الله وظهور الإسلام)
178 0

الوصف

                                                     يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة
                                                           بعثه رسول الله وظهور الإسلام

بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهور الإسلام:

وكان أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال صلى الله عليه وسلم:

«ما أنا بقاريء. فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارىء. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارىء. فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: ملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: قد خشيت على نفسي، فقالت خديجة:كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»

ومنذ هذه اللحظة تلاحقت الأحداث في مكة، وتتابع نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في الإسلام فردًا بعد فرد، ثم جماعات من الرجل والنساء، حتى فشا ذكر الإسلام بمكة، ثم إن الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإظهار دينه ودعوة الناس إلى الله، فأظهر قومه العداوة له. ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله، مظهرًا لأمره، لا يرده عنه شيء، وقاوم جميع الضغوط والمساومات وإغراءات المال والشرف والملك لترك هذا الأمر، وانتشر ذكره صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب كلها.

ثم أخذت قريش تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأقوال والأفعال، وكذلك تفعل بالمسلمين الضعفاء، فتفتن من استطاعت فتنته، وتحبس من قدرت على حبسه وتعذبه بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر، وقتلوا سمية أم عمار بن ياسر وهي تأبى إلا الإسلام؛ حتى دفعهم ذلك إلى الهجرة من مكة إلى الحبشة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يدعو إلى الله. وتحالف المشركون من قريش ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاقدوا فيما بينهم على حصار الرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب حصارًا اجتماعيًا واقتصاديًا، فلا يتزوجوا منهم ولا يزوجوهم، ولا يبيعوهم شيئًا ولا يبتاعوا منهم، وكتبوا ذلك في صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة توكيدًا على أنفسهم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في المواسم، فيدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، وبقي كذلك إلى أن أراد الله خيرًا بالأوس والخرزج من سكان المدينة فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا الإسلام وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة على أن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم، وسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد الأنصار. وبدأ المسلمون في الهجرة من المكة إلى المدينة التي انتشر فيها الإسلام، وأخذوا ينتظرون هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، وكان قد بقي في مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعلي رضي الله عنهما، وبعض المسلمين الذين حبسوا أو فتنوا. فلما أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة خرج من مكة وبصبحته أبو بكر ثم عمد إلى غار بجبل ثور القريب من مكة فدخلاه. وكانت قريش قد خرجت تبحث عنه لتمسكه فردهم الله الله خائبين، ووصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى المدينة التي كان أهلها قد خرجوا جميعًا لاستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم.