ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (قصة أبرهة الأشرم)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (قصة أبرهة الأشرم)
194 0

الوصف

                                                     يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة
                                                              قصة أبرهة الأشرم

أبرهة الأشرم:

ففي زمن ما قبل ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم خطط شقي من الأشقياء، هو أبرهة الأشرم الحبشي أمير اليمن أن يغزو مكة ويهدم الكعبة بيت الله الحرام حتى يصرف حج العرب إلى الكنيسة التي بناها بمدينة صنعاء وسميت (القليس)، وسار أبرهة بجيشه نحو مكة ومعه فيل ضخم اسمه محمود، وجعل يهزم في طريقه كل أبرهة بجيشة نحو مكة ومعه فيل ضخم اسمه محمود، وجعل يهزم في طريقه كل من واجهه إلى أن أصبح على بعد بضعة كيلومترات من مكة، فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبى جيشه، وأبرهة مجمع لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن، فلما وجهو الفيل إلى مكة برك وأبي أن يسير، فوجهود راجعًا إلى اليمن، فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام وإلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك، فأرسل الله تعالى عليهم طيرًا من البحر، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدًا إلا أهلك، وليس كلهم أصبت، وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاؤوا، فخرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل، وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم ينتثر جسمه أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة تحول مكانها إلى دملة ترشح قيحًا ودمًا، حتى قدموا به صنعاء، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه. فقد رد الله كيده إلى نحره، وجعل تدميره في تدبيره. وقيل: إن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام، وقد سمي عام الفيل، وفيه ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصارت قصة أبرهة وفيله -الذي سولت له نفسه هدم الكعبة بيت الله- عبرة لمن يعتبر إلى قيام الساعة، بأن أنزل الله قرآنًا يتلى إلى ما شاء، فقد أنزل الله تعالى سورة الفيل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ)

وفي عام الفيل نفسه شهدت مكة حدثًا عظيمًا سيكون له آثاره الكريمة في جميع أرجاء الكرة الأرضية؛ ألا وهو ولادة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قد دعا ربهما أن يبعث في أهل مكة رسولًا (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ) فاستجاب الله دعاءهما ببعثة رسوله إلى الناس أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم خاتم أنبياء الله ورسله؛ وذلك بعد ولادته بأربعين سنة.

وكانت قريش قد أعادت بناء الكعبة وذلك لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا وثلاثين سنة، وكانوا يسمونه الأمين؛ ولهذا لما وصلوا في البناء إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضع الحجر وجعلوا بينهم حكمًا أول من يدخل المسجد، فكان الداخل محمد الأمين صلى الله عليه وسلم، فحكم أن يوضع الحجر على ثوب وتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب وترفعه، حتى إذا بلغوا به موضعه، أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه بيده في مكانه، ثم بني عليه.