ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (بناء الخليل للكعبة)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (بناء الخليل للكعبة)
195 0

الوصف

                                                     يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة

                                                             بناء الخليل للكعبة

بناء الخليل للكعبة

وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل.. فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده.. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلًا له تحت دوحة قريبًا من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعنا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد. ثم قال:

«يا إسماعيل، إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتًا-وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها- فعند ذلك رفعًا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني. حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فجعلان يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) »

قال الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وهكذا بنيت الكعبة بيت الله الحرام.

وعهد الله إلى الله إبراهيم وابنه إسماعيل أن يطهرا بيته للطائفين والعاكفين والركع والسجود، ودعا إبراهيم ربه أن يجعل البيت ومكة بلدًا آمنًا، وأن يرزق أهله من الثمرات؛ قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ) وأمر الله تعالى إبراهيم بأن يؤذن في الناس ليأتوا من كل فج عميق ليحجوا هذا البيت ويشهدوا منافع لهم؛ فقال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) إلى قوله تعالى: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) وهكذا عمرت مكة، ووضع لعموم الناس أول بيت ومسجد لعبادة الله وتوحيدة؛ قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) وصار الناس يفدون إلى مكة من كل مكان ليحجوا البيت وليطوفوا به، وليصلوا به، وليصلوا عنده لينالوا البركة والهدى والأجر العظيم الذي ليس له مثيل في أي مسجد آخر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه»

أي ثواب صلاة واحدة في المسجد الحرام يزيد على ثواب مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، ويزيد على ثواب مائة صلاة في المسجد النبوي في المدينة.

ومكة كرمها الله هي أحب الأرض إلى الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله»

ولهذا جعل الله عرصاتها مناسك لعباده، فرض عليهم قصدها، وجعل ذلك من آكد فروض الإسلام، وأقسم بها في موضعين من كتابه العزيز، فقال تعالى: (لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) وليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها والطواف بالبيت الذي فيها غيرها، وليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه، وتحط الخطايا والأوزار فيه غير الحجر الأسود، والركن اليماني.

وقد حرم الله تعالى مكة منذ خلق السماوات والأرض؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:

«إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو الحرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نها، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة: لا يعض شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه»

ومع ذلك فإن هذا البلد الحرام قد حدثت فيه فتن كثيرة عظيمة، ووقع فيه قتل كثير، وأصيب بيت الله الحرام بأضرار كبيرة وتهدم وحرق. وسيظل هذا البلد الحرام والبيت الحرام هدفًا لأعداء الله وأعداء دينه حتى آخر الزمان.