ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (مكة وحب النبي لها)

ماذا يحب الله ورسوله-يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة (مكة وحب النبي لها)
177 0

الوصف

                                                     يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة
                                                           مكة وحب النبي لها

يحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك»

مكة:

هي مكة المكرمة، وأم القرى، وبكة، والبلد الأمين، والبلد الحرام، شرف الله مكة بالكعبة وهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله وتوحيده؛ وقد قام ببنائه إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، ومكة هي أمنية كل مسلم للقدوم إليها لحج بيت الله الحرام وأداء الركن الخامس للإسلام.

لقد حدثت في مكة أحداث عظيمة الخطب، جليلة القدر، من بناء الكعبة، وبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهور الإسلام، وهي تشهد يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا تجمعًا بشريًّا ليس له مثيل في العالم، وهو هذا التجمع للمسلمين في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان والحج، وشهدت مكة في الماضي وستشهد في المستقبل فتنًا عظيمة. ومكة على صغرها إلا أن ما يحدث بها يتأثر به المسلم في جميع أرجاء الأرض مهما كان بعيدًا عنها، بل إن ما سوف يحدث بها في آخر الزمان سيتأثر به العالم بأسره؛ وكيف لا يكون ذاك ومكة هي بلد الله الحرام، وخير أرض الله، وأحب الأرض إلى الله؟!.

قصة هاجر وزمزم

لقد كانت مكة أرضًا خالية، ثم جاء إليها إبراهيم عليه السلام بهاجر وبابنهما إسماعيل -وهي ترضعه- حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قَفَلَ إبراهيم منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس في إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى ويتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا، فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«فذلك سعي الناس بينهما»

فلما أشرفت على المروة سمعت صوتًا فقالت: صه -تريد نفسها- ثم تسمعت فسمعت أيضًا فقالت: قد أسمعت إن كان عند غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبة أو بجناحة حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغرف من الماء- لكانت زمزم عينًا معينًا»

فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله يبنى هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله. وكان البيت مرتفعًا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم -أو أهل بيت من جرهم- مقبلين من طريق كداء، فنزلوا أسفل مكة، فرأوا طائرًا عائفًا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريًا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا، وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ فقالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس»

فنزلوا، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم.