ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم كسر خاطر الطفل)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم كسر خاطر الطفل)
214 0

الوصف

                                                     ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                     يكره النبي صلى الله عليه وسلم كسر خاطر الطفل

يكره النبي صلى الله عليه وسلم كسر خاطر الطفل

عن شداد بن الحارث قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسنًا أو حسينًا فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله؛ إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال:

«كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته»

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحميًا جدًّا بالأطفال ويكره كسر خاطرهم ويحب ملاطفتهم وتقبيلهم ووضعهم في حجره وعلى فخذه، قال أنس بن مالك:

«ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم»

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يحمل الحسن والحسين وغيرهما، وذات يوم

«قَبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع، إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحم»

وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تُقَبِّلُون الصبيان فما نُقَبِّلُهُم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«أوَأَمْلِكُ لك أن نزع الله من قلبك الرحمة»

ومن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال وكرهه لكسر خاطرهم أنه صلى الله عليه وسلم قدم مراعاة خاطر الطفل على المحافظة على المبالغة في الخشوع في الصلاة؛ فعن أبي قتادة قال:

«خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلى، فإذا ركع وضعها، إذا رفع رفعها»

وأمامة هي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من شفقته صلى الله عليه وسلم ورحمته لأمامة أنه كان إذا ركع أو سجد يخشى عليها أن تسقط فيضعها بالأرض وكأنها كانت لتعلقها به لا تصبر في الأرض فتجزع من مفارقته، فيحتاج أن يحملها إذا قام. واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمة الولد؛ لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فَقُدّم الثاني.

وعن عائشة:

«أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع صبيًّا في حجره يحنكه فبال عليه، فدعا بماء فأتبعه»

ويستفاد منه الرفق بالأطفال والصبر على ما يحدث منهم وعدم مؤاخذتهم لعدم تكليفهم.

وعن أسامه بن زيد رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول:

«اللهم ارحمهما فإني أرحمهما»

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقي الأطفال في الطريق سلم عليهم ومسح خدودهم ودعا لهم

«عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله»

وعن جابر بن سمرة قال:

«صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا، قال: وأما أنا فمسح خدي، قال: فوجدت لِيَدِهِ بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جؤنة عطار»

ففي تسليم النبي صلى الله عليه وسلم على الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة، وفيه درس للأكابر لطرح رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب مع الأطفال، قال ابن حجر: ويستثنى من السلام على الصبي ما لو كان وضيئًا وخشي من السلام عليه الافتتان فلا يشرع ولا سيما إن كان مراهقًا منفردًا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا»