ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (أبغض الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعْر)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (أبغض الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعْر)

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                  أبغض الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعْر

أبغض الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم الشِّعْر

عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: سألت عائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر؟ قالت:

«كان أبغض الحديث إليه»

الشعر:

لقد كان الشعر أبغض الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان الشعر ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ) فقد أخبر تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه ما علمه الشعر، وما هو في طبعه فلا يحسنه ولا يحبه ولا تقتضيه جبلته، وقد كانت سجيته صلى الله عليه وسلم تأبى صناعة الشعر طبعًا وشرعًا؛ ولهذا ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحفظ بيتًا على وزن منتظم بل إن أنشده كسر وزنه أو لم يتمه، وإنما كان يحرز المعاني فقط.

وقد رد الله تعالى قول من قال من الكفار إنه شاعر، وإن القرآن شعر، بقوله: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) أي ما علمه الله الشعر وما يصلح له وما هذا الذي علمناه إلا ذكر وقرآن بين واضح جلي لمن تأمله وتدبره. وجعل الله عز وجل ذلك علمًا من أعلام نبيه عليه الصلاة والسلام لئلا تدخل الشبهة على من أرسل إليه؛ فظن أنه قوي على القرآن بما في طبعه من القوة على الشعر.

وقد قال الله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون) وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ) قال ابن عباس: في كل لغو يخوضون. وقال الحسن البصري: قد والله رأينا أوديتهم التي يخوضون فيها؛ مرة في شتيمة فلان، ومرة في مديحة فلان. وقال قتادة: الشاعر يمدح قومًا بباطل ويذم قومًا بباطل.

وقوله تعالى: (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ) قال ابن عباس: أكثر قولهم يكذبون فيه. قال ابن كثير: وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنه هو الواقع في نفس الأمر؛ فإن الشعراء يتبجحون بأقوال وأفعال لم تصدر منهم ولا عنهم فيتكثرون بما ليس لهم.