ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في القبلة)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في القبلة)

الوصف

                                                     ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور
                                                        يكره النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في القبلة

يكره النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في القبلة

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فحكها بيده، ورؤي منه كراهية-أو رؤي كراهيته لذلك وشدته عليه- وقال:

«إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنما يناجي ربه- أو ربه بينه وبين قبلته- فلا يبزقن في قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدمه»

ثم أخذ طرف ردائه فبزق فيه ورد بعضه على بعض، قال:

«أو يفعل هكذا»

وفي الحديث مسألتان: نظافة المسجد، والسنة في البصق. والبصاق والبزاق لغتان مشهورتان.

نظافة المسجد:

لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بزاقًا أو مخاطًا على الحائط الذي في قبلة المسجد فكره ذلك وشق عليه حتى رؤي في وجهه، وتغيظ على أهل المسجد، ثم بادر لإزالة البزاق بنفسه فحكة بحصاة أو عصا في يده ثم أقبل على الناس فوعظهم بكلام فيه تعظيم لشأن القبلة، وبين لهم بالفعل كيف يفعل من بدره البزاق.

فالبزاق في اتجاه القبلة منهي عنه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من تفل تجاه القبلة، جاء يوم القيامة تفله بين عينيه»

والبصق في أي مكان من المسجد سواء أكان أرض المسجد أم جدرانه خطيئة وعليها كفارة كما قرر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها»

روى سعيد بن منصور عن أبي عبيدة بن الجراح

«أنه تنخم في المسجد ليلة فنسي أن يدفنها حتى رجع إلى منزله، فأخذ شعلة من نار ثم جاء فطلبها حتى دفنها، ثم قال: الحمد لله الذي لم يكتب علي خطيئة الليلة»

والنهي لا يشترط كون الفاعل في المسجد، بل لو بصق من هو خارج المسجد فيه تناوله النهي. والله أعلم.

وهذا كله فيمن بدره البصاق ولم يستطع تأجيله إلى ما بعد الخروج من المسجد، وقد علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يفعل إذا غلبه البصاق بأن يبصق عن يساره أو تحت قدمه، هذا إذا كان أرض المسجد من تراب أو حصى، فإذا كان من سجاد أو نحوه فيبصق في طرف ثوبه ويرد بعضه على بعض، ويمكنه الاستغناء عن هذا وذاك بأن يحتاط لنفسه فيضع في جيبه المناديل الورقية المعروفة أو المصنوعة من قماش لاستخدامها عند اللزوم، وأكثر ما يحتاج إلى ذلك من كان لديه سيلان في الأنف، فلا يجوز أن يترك مخاطه يسقط على أرض المسجد خاصة في زماننا هذا حيث لم تعد أرض المسجد مفروشة بالرمل أو الحصى بل بالسجاد الفاخر أو الحصير أو نحوه فيتأذى بذلك من يأتي بعده ويسجد على مخاطه.

ويستفاد مما تقدم أن إمام المسجد لا تقتصر مهمته على إمامة المصلين فحسب فلا يعرف من المسجد إلا بابه ومحرابه، بل يستفاد الندب إلى إزالة القذارة والأوساخ من المسجد، وأن يتفقد الإمام أحوال المسجد وتعظيمه وصيانته، وأن يتابع نظافته ونظافة ما فيه؛ ويفحص كل ناحية من نواحي المسجد، فيحرص على أن تكون المصاحف نظافة وكذلك الأماكن التي توضع فيها أو عليها، وإن كان في المسجد مراوح فتنظف حتى لا تنفث الغبار على المصلين أو على أرض المسجد، وكذلك إن كان به مكيفات فتنظف ويجري لها الصيانة اللازمة، وينظف السجاد أو الحصير ويكنس أولًا بأول حتى تكون مواضع سجود المصلين نظيفة، وتنظف جدران المسجد وأبوابه ونوافذه مما يعلق بها من الغبار، وبالجملة أن يحرص الإمام على أن يكون كل ما في مسجده نظيفًا جميلًا مرتبًا لاستقبال زوار الله القادمين للصلاة وعبادة الله تعالى كحرص أو أزيد على نظافة بيته وترتيبه لاستقبال زواره، وليعلم أن

«أحب البلاد إلى الله مساجدها»

فإن كان على الإمام أن يحرص على نظافة مسجده ويتابع ذلك أولًا بأول حتى وإن قام بالتنظيف وإزالة الأوساخ بنفسه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث باشر صلى الله عليه وسلم حك البزاق بيده الشريفة مما يدل على عظم تواضعه- فمن باب أولى أن يحرص الإمام على ذلك إذا كان للمسجد خادم يتولى تنظيف المسجد.

السنة في البصق:

إن البصق في اتجاه القبلة منهي عنه سواء أكان في المسجد أم خارجه، وكذلك البصق عن يمين الإنسان منهي عنه، والسنة كما قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يتفلن أحدكم بين يديه ولا عن يمينه، لكن عن يساره أو تحت رجله»

عن معاذ بن جبل قال: ما بصقت عن يميني منذ أسلمت.

فمن احتاج إلى البصق أينما كان أن يتحرى أن يكون ذلك عن يساره وأن لا يكون ذلك باتجاه القبلة.