ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله)
106 0

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور
                                                       يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله

يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا»

الطروق: المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة، ويقال كل آت بالليل طارق. وقيل: أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه، فلما كان الليل يسكن فيه سمي الآتي فيه طارقًا.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره إذا سافر الرجل سفرًا طويلًا أن يفاجئ زوجته بعودته ودخوله البيت ليلًا من غير إعلام مسبق بقدومه في وقت معين، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال عن هذا العمل؛ فعن جابر بن عبد الله قال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقًا»

وكان صلى الله عليه وسلم خير قدوة للمسلمين في هذا الأمر؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه:

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلًا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية»

وفي هذا التوجيه النبوي حكم متعددة يعود نفعها إلى كلا الزوجين، فالرجل منهي عن مفاجأة زوجته ليلًا بالعودة من السفر بعد طول غياب يظن خيانتها ويكشف أستارها ويكشف هل خانت أم لا، وربما بدخوله عليها بغتة يجدها على حال يكرهه وأقله أن تكون في هيئة رثة، غير نظيفة ولا متزينة له فيكون ذلك سببا للنفرة منها، أما إعلامها بالعودة والتمهل لبعض الوقت قبل الدخول عليها ففيه إعطاء فرصة للزوجة حتى تتزين وتستعد لاستقبال زوجها وهي في أحسن شكل.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في غزاة فلما قدموا المدينة ذهب أصحابه ليدخلوا فقال لهم صلى الله عليه وسلم:

«أمهلوا حتى ندخل ليلًا -أي عشاء- كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة»

فقد أرادوا الدخول بغتة ولعلهم كانوا في أوائل النهار فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتمهل إلى العشاء فيعلم بقدومهم أهل المدينة وتتهيأ النساء لاستقبال أزواجهن.

ولأجل ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال فقال:

«إذا قدم أحدكم ليلًا فلا يأتين أهله طروقًا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة»

فالمغيبة هي التي غاب زوجها، فتستحد أي تزيل شعر عانتها وتمشط شعرها وهذا من التزين وحسن استقبال الزوج.

وهذا كله فيمن أطال الغيبة ولم تكن امرأته تعلم موعد قدومه، فأما من كان يخرج للعمل في النهار ثم يعود في الليل أو من كان في سفر وكانت امرأته تتوقع قدومه في الليل بعلم سابق وقد هيأت نفسها لاستقباله فلا بأس بدخوله البيت متى شاء لزوال المعنى الذي نهي بسببه، فإن المراد أن تتهيأ الزوجة وقد حصل ذلك ولم يكن دخوله عليها بغتة أو مفاجأة لها.

فيا لها من توجيهات عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجال بعدم الدخول على الأهل بغتة في الليل بعد القدوم من السفر وما فيها من فوائد للزوجين وحث على فعل ما فيه زيادة المحبة بينهما ونهي عن فعل ما يكون سببًا لنفرة بعضهما من بعض.