ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقلد أحدًا)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقلد أحدًا)
223 0

الوصف

                                                     ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                     لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقلد أحدًا

لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقلد أحدًا

عن عائشة قالت:

«قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -تعني: قصيرة - فقال: لقد قُلْتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لَمَزَجَتْهُ»

قالت:

«وحكيت له إنسانًا، فقال: ما أحب أني حكيت أنسانًا وأن لي كذا وكذا»

الغيبة بالمحاكاة:

إن محاكاة إنسان آخر هو تقليده في الكلام أو الأفعال تحقيرًا له وتحدثًا بعيبه؛ والنبي صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يحاكي إنسانًا في فعله أو طريقة كلامه أو مشيه أو غير ذلك ولو أعطى على ذلك شيئًا كثيرًا من الدنيا؛ لأن المحاكاة هي نوع من أنواع الغيبة والله عز وجل قد حرم الغيبة فقال تعالى: (وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»

قال النووي: «فأما الغيبة. فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ماله أو ولده أو والده أو زوجه أو خادمه أو مملوكه أوعمامته أو ثوبه أو مشيته وحركته وبشاشته وخلاعته وعبوسه وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك... وضابطه: كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم فهو غيبة محرمة، ومن ذلك المحاكاة بأن يمشي متعارجًا أو متطأطئًا أو على غير ذلك من الهيئات مريدًا حكاية هيئة من يتنقصه بذلك، فكل ذلك حرام بلا خلاف»

فالغيبة لا تقتصر على اللسان فقط بذكر العيوب بل تكون أيضًا بتقليد كلام وأفعال الآخرين؛ والبواعث على ذلك كثيرة منها:

التشفي: وذلك حين يكون الإنسان غاضبًا على إنسان آخر لسبب ما فإنه يتشفى بتقليده؛ فيقول مثل قوله، ويفعل مثل فعله على وجه التنقيص.

إرادة التصنع والمباهاة: وهو أن يرفع نفسه بتنقيص إنسان آخر خاصة إذا كان في طريقة كلام هذا الإنسان أو مشيته أو حركاته عيب ما فيقلده بذلك.

اللعب والهزل: ويكون ذلك في المجالس، فيقوم بتقليد الآخرين في كلامهم وأفعالهم لإضحاك الجالسين وتسليتهم.

وهناك أسباب كثيرة غير ذلك تبعث على تقليد الآخرين واغتيابهم، وعاقبة من يفعل ذلك وخيمة يوم القيامة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم! فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«من رمى مسلمًا بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرح مما قال»