ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم جمع المال)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم جمع المال)
202 0

الوصف

                                                     ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                     لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم جمع المال

لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم جمع المال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا أبا ذر أتبصر أُحُدًا؟ قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار، وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له، قلت: نعم. قال: ما أحب أن لي مثل أُحُدٍ ذهبًا أنفقه كل إلا ثلاثة دنانير»

وفي رواية:

«لو كان لي مثل أُحُدٍ ذهبًا ما يسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيئًا أرصده لدين»

لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب جمع المال، ولو تحول له جبل أحد ذهبًا لما أحب صلى الله عليه وسلم أن تأتي عليه ليلة أو ثلاث ليال عنده منه دينار إلا دينار أو ثلاثة دنانير يرصدها لمن له حق، أو لإنفاقها فيمن يستحقه، ولكان فَرَّقَهُ في عباد الله من أمامه ومن خلفه عن يمينه وعن شماله، فقد كان صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الزهد في الدنيا، وقد قال عليه الصلاة والسلام:

«الأكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا وهكذا»

أي أن المكثرين من المال هم المقلون من ثواب الآخرة إلا من كان يوزع المال في عباد الله عن يمينه وعن شماله وقليل ما هم؛ ولهذا

«ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهمًا ولا دينارًا، ولا عبدًا ولا أمة ولا شيئًا ولا بغلته البيضاء وسلاحه، وأرضًا جعلها صدقة»

جمع المال:

قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) الكنز هو كل شيء مجموع بعضه على بعض سواء أكان في بطن الأرض أم على ظهرها، في بيت أو مصرف أو غير ذلك. فهؤلاء الذين يجمعون الأموال ويكنزوها ولا يؤدون زكاتها يعذبون بها، وهذا في غاية العدل، فإن من أحب شيئًا وقدمه على طاعة الله عذب به، وهؤلاء لما كان جمع هذه الأموال آثر عندهم من رضا الله عنهم عذبوا بها كما كان أبو لهب لعنه الله جاهدًا في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامرأته تعينه في ذلك كانت يوم القيامة عونًا على عذابه أيضًا في جيدها أي عنقها حبل من مسد أي تجمع من الحطب في النار وتلقي عليه ليكون ذلك أبلغ في عذابه ممن هو أشفق عليه في الدنيا، كما أن هذه الأموال لما كانت أعز الأموال على أربابها كانت أضر الأشياء عليهم في الدار الآخرة فيحمى عليها في نار جهنم وناهيك بحرها فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من صاحب وذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«هم الأكثرون أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا (من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله) وقليل ما هم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس»

فكل نوع من أنواع المال الذي يمتلكه الإنسان يعذب به يوم القيامة إذا لم يؤد زكاته، إن أدى زكاة الأنواع الأخرى.

وفي الحديث حث على الصدقة في وجوه الخير وأنه لا يقتصر على نوع من وجوه البر بل ينفق في كل وجه من وجوه الخير يحضر، وفيه حض على إنفاق المال في الحياة وفي الصحة وترجيحه على إنفاقه عند الموت، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال صلى الله عليه وسلم:

«أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان»

وذلك أن كثيرًا من الأغنياء يشح بإخراج ما عنده مادام في عافية فيأمل البقاء ويخشى الفقر، فمن خالف شيطانه وقهر نفسه إيثارًا لثواب الآخرة فاز، ومن بخل بذلك لم يأمن الجور في الوصية، وإن سلم لم يأمن تأخير تنجيز ما أوصى به أو تركه أو غير ذلك من الآفات ولا سيما إن خلف وارثًا غير موفق فيبذره في أسرع وقت ويبقى وباله عالى الذي جمعه.