ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم المشي على قبر المسلم)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم المشي على قبر المسلم)

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                  يكره النبي صلى الله عليه وسلم المشي على قبر المسلم

يكره النبي صلى الله عليه وسلم المشي على قبر المسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لأن أمشي على جمرة أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق»

لقد شرع الإسلام زيارة القبور والتسليم على الأموات والدعاء لهم، ونهى عن غير ذلك مما فيه أذى للأموات أو عدم احترام للمكان، وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمشي أحد على قبر مسلم أو يجلس عليه ونهى عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم:

«لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها»

ورهب صلى الله عليه وسلم من الجلوس على القبر حتى قال:

«لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر»

وكذلك رهب النبي صلى الله عليه وسلم من قضاء الحاجة بين القبور وجعله مشابهًا لمن يقضي حاجته وسط السوق بين الناس.

وكره النبي صلى الله عليه وسلم كذلك المشي بنعال بين القبور، وكان صلى الله عليه وسلم يمشي يومًا فمر بقبور المسلمين، وحانت منه صلى الله عليه وسلم نظرة، فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان فقال:

«يا صاحب السِّبْتَتَيْن، ويحك ألق سِبْتَتَيْكَ»

فنظر الرجل، فلما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم خلعهما فرمى بهما.

فمن تدبر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على القبر، والاتكاء عليه، والوطء عليه علم أن النهى إنما كان احترامًا لسكانها أن يوطأ بالنعال فوق رؤوسهم.

هذا وإن كان المشي بالنعال بين القبور مسألة خلافية بين العلماء إلا أنه بالجملة: فاحترام الميت في قبره بمنزلة احترامه في داره التي كان يسكنها في الدنيا، فإن القبر قد صار داره. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كسر عظم الميت ككسره حيًّا»

وفي هذا إشارة إلى أنه لا يهان ميتًّا كما لا يهان حيًّا. فدل على أن احترامه في قبره كاحترامه في داره، والقبور هي ديار الموتى ومنازلهم، ومحل تزاورهم وعليها تنزل الرحمة من ربهم، والفضل على محسنهم، فهي منازل المرحومين، ومهبط الرحمة، ويلقى بعضهم بعضًا على أفنية قبورهم، يتجالسون ويتزاورون، كما تضافرت به الآثار.