ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الله بغير طهر)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الله بغير طهر)

الوصف

                                                     ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                    يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الله بغير طهر

يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الله بغير طهر

عن المهاجر بن قنفذ: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، فقال:

«إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر»

أو قال:

«على طهارة»

وقال ابن عمر:

«أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغائط، فلقيه رجل عند بئر جمل، فسلم عليه، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أقبل على الحائط فوضع يده على الحائط، ثم مسح وجهه ويديه، ثم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجل السلام»

ففي الحديث دلالة على أنه ينبغي لمن سلم عليه أحد وهو يبول أن يدع الرد حتى يتوضأ أو يتيمم ثم يرد، وهذا إذا لم يخش فوت الْمُسَلِّم، وأما إذا خشي فوته فالحديث لا يدل على المنع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تمكن من الرد بعد أن توضأ أو تيمم على اختلاف الروايتين، فيمكن أن يكون تركه لذلك طلبًا للأشرف وهو الرد حال الطهارة.

وفيه أن الذكر ورَدَّ السلام مكروه في حالة الجلوس على قضاء الحاجة، وأن المسلم في هذا الحال لا يستحق جوابًا؛ فينبغي للإنسان ألا يسلم على المشتغل بقضاء حاجة البول والغائط أو على من كان موجودًا في المرحاض حتى لا يحوجه إلى رد السلام فيذكر الله وهو على ذلك الحال، والأفضل أن ينتظره إلى أن يقضي حاجته أو يخرج من المرحاض فيسلم عليه.

قال النووي: قالوا: ويكره للقاعد على قضاء الحاجة أن يذكر الله تعالى بشيء من الأذكار؛ قالوا: فلا يسبح ولا يهلل ولا يرد السلام ولا يشمت العاطس ولا يحمد الله تعالى إذا عطس ولا يقول مثل ما يقول المؤذن، قالوا: وكذلك لا يأتي بشيء من هذه الأذكار في حال الجماع، وإذا عطس في هذه الأحوال يحمد الله تعالى في نفسه ولا يحرك به لسانه. وهذا الذي ذكرناه من كراهة الذكر في حال البول والجماع هو كراهة تنزيه لا تحريم فلا إثم على فاعله.