ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم القيام له)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم القيام له)
181 0

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                    يكره النبي صلى الله عليه وسلم القيام له

يكره النبي صلى الله عليه وسلم القيام له

عن أنس قال:

«لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك»

لقد كان من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم لربه أنه يكره أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم، ولم يكن هناك شخص أحب إلى الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فإنهم إذا رأوه مقبلًا لم يقوموا له مع أنه سيد الخلق، لعلمهم بكراهيته لذلك، وهذه مخالفة منه صلى الله عليه وسلم لعادة المتكبرين والمتجبرين الذين يريدون من الناس أن ينتصبوا لهم قيامًا بين أيديهم تعظيمًا لهم؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من سره أن يتمثل له الرجال قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار»

أي من أعجبه وجعله مسرورًا وأحب أن ينتصب له الرجال قيامًا وجب له أن ينزل منزله من النار وحق له ذلك.

فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته أنه عبد لله ورسوله، وأنه بشر مثلهم، ونهاهم عن تعظيمه كتعظيم النصارى لعيسى ابن مريم عليهما السلام حتى وصفوه بأنه ابن الله، ومنهم قال إنه الله، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا: فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لصحابته:

«لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله»

وعن جابر قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم قال:

«إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم ويقومون على ملوكهم وهم قعود. فلا تفعلوا، ائتموا بأئمتكم: إن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلوا قعودًا»

فالقيام على الرجل وله إنما هو من فعل الفرس والروم، والعرب لم يكونوا يعرفون هذا النوع من القيام.

قال أبو الوليد بن رشد: إن القيام يقع على أربعة أوجه: الأول محظور؛ وهو أن يقع لمن يريد أن يقام إليه تكبرًا وتعاظمًا على القائمين إليه. والثاني مكروه؛ وهو أن يقع لمن لا يتكبر ولا يتعاظم على القائمين، ولكن يخشى أن يدخل نفسه بسبب ذلك ما يحذر، ولما فيه من التشبه بالجبابرة، والثالث جائز؛ وهو أن يقع على سبيل البر والإكرام لمن لا يريد ذلك ويؤمن مع التشبه بالجبابرة. والرابع مندوب؛ وهو أن يقوم لمن قدم من سفر فرحًا بقدومه ليسلم عليه، أو إلى من تجددت له نعمة فيهنئه بحصولها أو مصيبة فيعزيه بسببها.

ونقل ابن كثير في تفسيره عن بعض المحققين التفصيل فيه فقال: المحذور يتخذ دينًا كعادة الأعاجم كما دل عليه حديث أنس، وأما إن كان لقادم من سفر أو لحاكم في محل ولايته فلا بأس به. وقد قال أبو حامد الغزالي: القيام على سبيل الإعظام مكروه وعلى سبيل الإكرام لا يكره.