ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم التصاوير)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم التصاوير)
165 0

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                    يكره النبي صلى الله عليه وسلم التصاوير

يكره النبي صلى الله عليه وسلم التصاوير

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

«أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهة فقالت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال هذه النمرقة؟ قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة»

لقد كانت عائشة رضي الله عنها حريصة كل الحرص على راحة حبيبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترت وسادة يتوسدها أو يجلس عليها ولم تكن تعلم حكم الرسوم التي كانت على الوسادة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على أن يكون بيته خاليا من كل محرم أو مكروه، ويكره وجود أي من ذلك في بيته، فلما رأى هذه الوسادة امتنع عن دخول البيت ورأت عائشة الكراهية في وجهه فظنت أنها قد أذنبت ذنبًا ما، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسادة بين لها أن رسومها تمنع دخول الملائكة إلى البيت.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب دخول الملائكة إلى بيته ويكره أن يوجد في بيته شيء يمنع دخولهم، وذات يوم واعد جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة يأتيه فيها، فجاءت تلك الساعة ولم يأته، فاشتد على النبي صلى الله عليه وسلم حتى خرج من بيته؛ فلقى جبريل فشكا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ما وجد من إبطائه فأخبره جبريل بأنهم لا يدخلون بيتًا فيه صورة أو كلب.

فعن عائشة أنها قالت:

«واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة يأتيه فيها، فجاءت تلك الساعة ولم يأته، وفي يده عصا فألقاها من يده وقال: ما يخلف الله وعده ولا رسله، ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال: يا عائشة متى دخل هذا الكلب ههنا؟ فقالت: والله ما دريت، فأمر به فأخرج، فجاء جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم: واعدتني فجلست لك فلم تأت، فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة»

فبالرغم من أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم عذر ظاهر بأنه لم يكن يعلم بوجود الكلب ومع هذا امتنع جبريل عليه السلام من دخول البيت بالرغم من أنه بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال النووي: قال العلماء: إن سبب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى، وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات؛ ولأن بعضها يسمى شيطانًا كما جاء به الحديث، والملائكة ضد الشياطين، ولقبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة القبيحة؛ ولأنها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشيطان. وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتًا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار، وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بني آدم في كل حال؛ لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها.

وتحدثنا عائشة رضي الله عنها عن قرام لها وهو القماش الملون فيه رقم ونقش يتخذ للستر أو للتغطية فتقول: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه هتكه وتولن وجهه وقال:

«يا عائشة؛ أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله»

قالت عائشة: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في غزاة فأخذت عائشة رضي الله عنها نمطًا، وهو بساط لطيف له خمل يجعل على الهودج وقد يجعل سترًا، فسترته على الباب، وكان في النمط صور الخيل ذوات الأجنحة، وتقول عائشة، فلما قدم فرأى عرفت الكراهية في وجهه فجذبه حتى هتكه أو قطعه وقال:

«إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين»

فيستدل بهذه الأحاديث على أن صاحب البيت إذا رأى في بيته صورًا محرمة عليه أن يقطعها، أو تماثيل لذوات الأرواح فيكسرها، وكذلك إذا رأى شيئًا محرمًا أو مفكرًا عليه أن يبادر فورًا إلى تغير هذا المنكر باليد وأن يغضب عند رؤية المنكر، وألا يترك الحبل على الغارب في بيته؛ لأنه المسؤول الأول أمام الله تعالى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته:.. والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته»