ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد على الجور)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور (يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد على الجور)

الوصف

                                                    ما يكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور

                                                  يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد على الجور

يكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد على الجور

عن النعمان بن بشير:

«أن أباه نَحَلَهُ نِحْلًا فقالت له أمه: أشهد النبي صلى الله عليه وسلم له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا بشير، ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم: فقال: أكلهم وهبتَ له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تُشْهِدْنِي إذًا، فإني لا أشهد على جور».

الشهادة على جور:

لقد كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد على جور وامتنع عن الشهادة لذلك، والجور هو الميل عن الاستواء والاعتدال، وكل ما خرج عن الاعتدال فهو جور سواء أكان حرامًا أم مكروهًا.

لقد أمر الله تعالى بأداء الشهادة ونهى عن كتمانها فقال: (وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) أي لا تخفوا الشهادة وتغلوها ولا تظهروها، قال ابن عباس: على الشاهد أن يشهد حيثما استشهد، ويخبر حيثما استخبر. وقال أيضًا: شهادة الزور من أكبر الكبائر وكتمانها كذلك. أي كتمان الشهادة من أكبر الكبائر أيضًا كشهادة الزور.

ولكن حين تكون الدعوة إلى شهادة على جور أو ظلم فيحقق للمدعو الامتناع عن الشهادة وليس عليه إثم في ذلك، خاصة إذا كانت الدعوة إلى شهادة زور فالواجب هنا الامتناع عنها وعن قول الزور؛ لأنه حرام، فعن أبي بكره رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثًا) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين -وجلس وكان متكئًا فقال: ألا وقول الزور. قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت»

فجلوسه صلى الله عليه وسلم لاهتمامه بهذا الأمر وهو يفيد تأكيد تحريمه وعظيم قبحه. وقد مدح الله عز وجل المؤمنين الذين من صفاتهم أنهم لا يشهدون الزور، قال تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)

وقد أخبر نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي قوم يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ويستهينون بأمر الشهادة واليمين، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال:

«قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته»

قال الطحاوي: أي يكثرون الأيمان في كل شيء حتى يصير لهم عادة فيحلف أحدهم حيث لا يراد منه اليمين ومن قبل أن يستحلف، وقال غيره: المراد يحلف على تصديق شهادته قبل أدائها أو بعده، وهذا إذا صدر من الشاهد قبل الحكم سقطت شهادته. وقيل: المراد التسرع إلى الشهادة واليمين والحرص على ذلك حتى لا يدري بأيهما يبدأ لقلة مبالاته.