ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم التيمن)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم التيمن)
200 0

الوصف

                                                    من يحبه النبي من عامة الناس
                                                       يحب النبي صلى الله عليه وسلم التيمن

يحب النبي صلى الله عليه وسلم التيمن

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله: في طهوره، وترجله وتنعله».

 الترجل: أي تسريح الشعر ودهنه بماء أو دهن ليلين ويرسل الثائر ويمد المنقبض.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في جميع أموره إلا ما لا يستطاع فيه التيمن شرعًا كدخول الخلاء والخروج من المسجد، وكذلك تعاطي الأشياء المستقذرة باليمين كالاستنجاء والتمخط.

هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي البداءة باليمين في كل ما كان من باب التكريم والتشريف والتزيين، كلبس الثوب والسراويل والخف، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظفار، وقص الشارب، وتمشيط الشعر، ونتف الإبط، والسلام من الصلاة، وغسل أعضاء الطهارة، والخروج من الخلاء، والأكل والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود وغير ذلك مما هو في معناه يستحب التيامن فيه.

وأما ما كان بضده كدخول الخلاء، والخروج من المسجد، والامتخاط، والاستنجاء، وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك، فيستحب التياسر فيه، وذلك كله بكرامة اليمين وشرفها، وأجمع العلماء على أن تقديم اليمين على اليسار من اليدين والرجلين في الوضوء سنة لو خالفها فاته الفضل وصح وضوؤه، ثم إن من أعضاء الوضوء ما لا يستحب فيه التيامن وهو الأذنان والكفان والخدان بل يطهران دفعة واحدة، فإن تعذر ذلك كما في حق الأقطع ونحوه قدم اليمين.

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقديم اليمين في اللباس والوضوء فقال صلى الله عليه وسلم:

«إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم».

وأمر صلى الله عليه وسلم بالأكل والشرب باليمين فقال صلى الله عليه وسلم:

«إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله»

ونهى صلى الله عليه وسلم عن الأكل بالشمال فقال صلى الله عليه وسلم:

«لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال».

 قال النووي: فيه استحباب الأكل والشرب باليمين وكراهتهما بالشمال، وقد زاد نافع الأخذ والإعطاء، وهذا إذا لم يكن عذر، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة في الشمال، وفيه أنه ينبغي اجتناب الأفعال التي تشبه أفعال الشياطين وأن للشياطين يدين.

وهذا الأمر إن كان يتناول من يتعاطى ذلك بنفسه، فهو يتناول أيضًا من يفعل ذلك لغيره بأن يطعمه أو يسقيه أو يلبسه وغير ذلك من الأمور.

وكدليل على أهمية هذا الأمر: فإن رجلًا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال له صلى الله عليه وسلم:

«كل بيمينك»

قال: لا أستطيع. قال:

«لا استطعت»

ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه. وفي هذا الحديث جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي بلا عذر، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل حال حتى في حال الأكل، واستحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه.

وعلى الجملة فإن الأمر باستخدام اليمين من باب تشريف اليمين على الشمال؛ لأنها أقوى في الغالب وأسبق للأعمال وأمكن في الأشغال، وهي مشتقة من اليمين، وقد شرف الله أصحاب الجنة إذ نسبهم إلى اليمين، وعكسه في أصحاب الشمال، واليمين وما نسب إليها وما اشتق منها محمود لغة شرعًا ودينًا، والشمال على نقيض ذلك، وإذا تقرر فمن الآداب المناسبة لمكارم الأخلاق والسيرة الحسنة عند الفضلاء اختصاص اليمين بالأعمال الشريفة والأحوال النظيفة.