ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة)
160 0

الوصف

                                                     من يحبه النبي من عامة الناس
                                                       يحب النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة

يحب النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة

عن أنس بن مالك قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة»

وعن أبي بكرة قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها».

الرؤيا:

الرؤيا هي ما يراه الإنسان في منامه، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: الرؤيا إدراكات علقها الله تعالى في قلب العبد على يدي ملك أو شيطان، إما بأسمائها أي حقيقتها، وإما بكناها أي بعبارتها، وإما تخليط. ونظيرها في اليقظة الخواطر فإنها قد تأتي على نسق في قصة وقد تأتي مسترسلة غير محصلة، وهذا حاصل قول الأستاذ أبي إسحاق.

وقال المازري: مذهب أهل السنة في حقيقة الرؤيا أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة، فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علمًا على أمور أخرى يخلقها في ثاني الحال، ومهما وقع منها على خلاف المعتقد فهو كما يقع لليقظان، ونظيره أن الله خلق الغيم علامة على المطر وقد يتخلف، وتلك الاعتقادات تقع تارة بحضرة الملك فيقع بعدها ما يسر أو بحضرة الشيطان فيقع بعدها ما يضر والعلم عند الله تعالى.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا الصالحة وكان صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يسأل أصحابه:

«هل رأى أحد منكم من رؤيا؟»

فالرؤيا هي أول ما بدئ به النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

«أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح».

 وقد قال صلى الله عليه وسلم:

«الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة»

وقال عليه الصلاة والسلام:

«لم يبق من النبوة إلا المبشرات».

 قالوا: وما المبشرات؟ قال:

«الرؤيا الصالحة».

 عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) قال:

«هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له»

قال القرطبي: المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء فأكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء هو الاطلاع على الغيب، وأما الكافر والفاسق فلا، ولو صدقت رؤياهم أحيانًا فذاك كما يصدق المكذوب، وليس كل من حدث عن غيب يكون خبره من أجزاء النبوة كالكاهن والمنجم. وقال ابن بطال: كون الرؤيا جزءًا من أجزاء النبوة مما يستعظم ولو كانت جزءًا من ألف جزء، فيمكن أن يقال إن لفظ النبوة مأخوذ من الإنباء وهو الإعلام لغة، فعلى هذا فالمعنى أن الرؤيا خبر صادق من الله لا كذب فيه كما أن معنى النبوة نبأ صادق من الله لا يجوز عليه الكذب فشابهت الرؤيا النبوة في صدق الخبر.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا ثلاثة أنواع فقال صلى الله عليه وسلم:

«والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان».

وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يجب أن يفعله المسلم عند كل نوع منها فقال صلى الله عليه وسلم:

«إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يجب فلا يحدث به إلا من يحب. وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثًا ولا يحدث بها أحدًا، فإنها لن تضره»

وفي رواية:

«وليتحول من جنبه الذي كان عليه»

وفي رواية:

«فليقم فليصل».

وقال صلى الله عليه وسلم:

«الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئًا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره ولا يخبره بها أحدًا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب».