ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل الصالح)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل الصالح)
174 0

الوصف

                                                    من يحبه النبي من عامة الناس

                                                  يحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل الصالح

يحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل الصالح

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا عدوى، ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح»

الفأل الصالح:

هي الكلمة الصالحة، والحسنة، والطيبة؛ كما فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عنها، فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا طيرة، وخيرها الفأل، قيل يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»

وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:

«لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة الكلمة الطيبة»

فالفأل الصالح حسن ظن بالله تعالى؛ والكلمة الصالحة يسمعها أحدكم؛ قال ابن بطال: جعل الله في فِطَرِ الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وإن كان لا يملكه ولا يشربه. عن أنس ابن مالك:

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع: يا راشد، يا نجيح»

يا راشد؛ أي واجد الطريق المستقيم، يا نجيح؛ أي من قضيت حاجته.

والفأل يكون فيما يسر وفيما يسوء والغالب في السرور، والطيرة لا يكون إلا فيما يسوء، وقد يستعمل الفأل مجازًا في السرور، يقال: تفاءلت بكذا، وإنما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفأل؛ لإن الإنسان إذا أمل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء، فالرجاء له خير، وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له.

ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفائل بما يسمعه فيسمع من يقول يا سالم، أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد فيقع في قلبه رجاء البرء، أو الوجدان.

فالتفاؤل يمكن أن يكون بسماع كلمة طيبة صالحة، ويمكن أن يكون بسماع اسم حسن، مثل أن يكون لديه أمر صعب فيأتيه إنسان اسمه سهل فيتفاءل ويقع في قلبه رجاء تسهيل الأمر. وفي غزوة الحديبية لما جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم للتفاوض معه على الصلح، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«قد سهل الله لكم من أمركم»

وربما يكون التفاؤل أيضًا برؤية منظر أو مكان ما.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالاسم الحسن ويعجبه، فعن ابن عباس قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير ويعجبه الاسم الحسن»

بل كان صلى الله عليه وسلم يفرح بالاسم الحسن ويرى ذلك في وجهه الأنور، وجبينه الأزهر صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن بريدة:

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملًا سأل عن اسمه: فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه، رئى كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها: فإن أعجبه اسمها فرح بها، ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها، رئي كراهية ذلك في وجهه».

 أي رئي كراهة الاسم المكروه في وجهه لا تشاؤمًا وتطيرًا بالاسم بل لانتفاء التفاؤل. وقد غير صلى الله عليه وسلم عددًا من الأسماء المكروهة إلى أسماء حسنة.

قال ابن الملك: فالسُّنَّ-ة أن يختار الإنسان لولده وخادمه من الأسماء الحسنة، فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر، كما لو سمى أحد ابنه بـ

«خسارة»

فربما جرى قضاء الله بأن يلحق بذلك الرجل أو ابنه خسارة فيعتقد بعض الناس أن ذلك بسبب اسمه فيتشاءمون ويحترزون عن مجالسته ومواصلته.

وفي شرح السنة: ولذلك ينبغي للإنسان أن يختار لولده وخدمه الأسماء الحسنة فإن الأسماء المكروهة قد توافق القدر. روى سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجل ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحراقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيها؟ قال: بذات لظى، فقال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر رضي الله عنه.

قال القاري: فالحديث في الجملة يرد على ما في الجاهلية من تسمية أولادهم بأسماء قبيحة ككلب وأسد وذئب، وعبيدهم براشد ونجيح ونحوهما معللين بأن أبناءنا لأعدائنا وخدمنا لأنفسنا.

قال الحليمي: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال.