ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم المساكين)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم المساكين)
146 0

الوصف

                                                   من يحبه النبي من عامة الناس

                                                 يحب النبي صلى الله عليه وسلم المساكين

يحب النبي صلى الله عليه وسلم المساكين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين».

المساكين:

المساكين هم الذين أسكنتهم الحاجة وأذلتهم، وهو المحتاجون من ذوي الحاجات الذين لا يجدون من يقوم بكفايتهم، واختلف في أيهما أسوأ حالًا من الآخر الفقيرُ أم المسكينُ، وقد قال رسول الله صلى الله:

«ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس».

لقد ذكر الله تعالى المساكين في كثير من آيات القرآن الكريم، فأمر بالإحسان إليهم مواساتهم وتفقد أحوالهم ومساعدتهم، قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) وأمر تعالى بالإنفاق والتصدق عليهم، ودفع الزكاة لهم، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) الآية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل».

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب المساكين، ويدعو الله تعالى أن يحييه مسكينًا، وأن يميته مسكينًا، وأن يحشره في زمرة المساكين؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: أحبوا المساكين، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:

«اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين».

 وكان صلى الله عليه وسلم يسأل عن المساكين ويستفسر عن أحوالهم، فيساعد محتاجهم، ويعود مريضهم، ويخرج في جنائزهم، ويصلي عليهم.

وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبرة أن مسكينة مرضت، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضها –وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المساكين، ويسأل عنهم- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا ماتت فآذنوني» فأخرج بجنازتها ليلًا، وكرهوا أن يوقظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبر بالذي كان منها، فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟ قالوا: يا رسول الله كرهنا أن نوقظك ليلًا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات».

وعن عبد الله بن أبي أوفى:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويُقِلّ اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يقضي له حاجته».

 وكان صلى الله عليه وسلم يقول:

«الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، الصائم النهار»

والساعي هو الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع المسكين.

وعن أبي هريرة أن رجلًا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له:

«إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم»

فجعل صلى الله عليه وسلم إطعام المسكين سببًا في تليين القلوب القاسية. وإن عدم إطعام المسكين هو أحد أسباب دخول المجرمين في النار( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء المسكين أدنى ما تيسر، وعدم رده بلا شيء: فعن أم بجيد قالت: يا رسول الله! صلى الله عليك، إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئًا أعطيه إياه؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن لم تجدي له شيئًا تعطينه إياه إلا ظلفًا محرقًا، فادفعيه إليه في يده».

وقدأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يمتاز به المساكين يوم القيامة، إذ إن عامة من يدخل الجنة هم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسين»

أصحاب الجد؛ قيل: أصحاب البخت والحظ في الدنيا والغنى والوجاهة بها، وقيل: أصحاب الولايات، وهم ممنوعون من دخول الجنة مع المساكين والفقراء من أجل المحاسبة، ويسبقهم الفقراء والمساكين إلى دخول الجنة بخمس مائة عام كما أخبر المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:

«يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمس مائة عام»

لأن طوال اليوم هو ألف سنة كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)

وقد

«احْتَجَّت النار والجنة فقالت هذه: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت هذه: يدخلني الضعفاء والمساكين، فقال الله -عز وجل- لهذه: أنت عذابي أعذب بك من أشاء -وربما قال- أصيب بك من أشاء، وقال لهذه: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها».