ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي من عامة الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار)
223 0

الوصف

                                                    من يحبه النبي من عامة الناس

                                                   أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار

أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار

قال أنس بن مالك رضي الله عنه:

«جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها صبي لها، فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي نفسي بيده، إنكم أحب الناس إلي»

وفي رواية:

«اللهم أنتم من أحب الناس إلي»

وقالها ثلاث مرار.

هم الأنصار الذين نصروا الله ورسوله، وآووا النبي صلى الله عليه وسلم وواسوه هو وأصحابه بأموالهم، وقدموا له مدينتهم (يثرب) المدينة النبوية لتكون عاصمة للدولة الإسلامية، ومنطلقًا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل أرجاء الأرض، وهم الأوس والخرزج، هم الذين جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حبهم آية الإيمان وبغضهم آية النفاق. بل قال صلى الله عليه وسلم عنهم:

«الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق. فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله».

 فمن هؤلاء الأنصار الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه

«لو أن الأنصار سلوكوا واديًا شعبًا لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار».

الأنصار هو اسم إسلامي، سمى به النبي صلى الله عليه وسلم الأوس والخرزج فصار ذلك علمًا عليهم، وأطلق أيضًا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم. والأوس ينسبون إلى أوس بن حارثة، والخرزج ينسبون إلى الخرزج بن حارثة، وهما ابنا قليلة، وهو اسم أمهم، وأبوهم هو حارثة بن عمرو بن عامر الذي يجتمع إليه أنساب الأزد. وكبير الأوس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو سعد بن معاذ رضي الله عنه، وكبير الخرزج هو سعد بن عبادة.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين لهم الله ما بعثه به. فكان بعضهم لا يقبلون منه ما يعرض عليهم، وبعضهم يشترطون عليه أن يكون لهم الأمر من بعده، بل وبعضهم يردون عليه بأقبح رد. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من أمره، كلما اجتمع الناس بالموسم، وكان صلى الله عليه وسلم لا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب، له اسم وشرف، إلا تصدى له، فدعاه إلى الله، وعرض عليه ما عنده.

بيعة الأنصار في العقبة الأولى والثانية

فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنجاز موعده له، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم، فعرض نفسه على قبائل العرب، كما كان يصنع في كل موسم. فبينما هو عند العقبة لقي رهطًا من الخرزج أراد الله بهم خيرًا، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. فأجابوه فيما دعاهم إليه، وصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام؛ حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلًا، فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة فبايعوه على بيعة النساء وهي بيعة العقبة الأولى؛ لأنه لم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في الحرب ولم تحلل له الدماء، إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى، والصفح عن الجاهل، فعن عبادة بن الصامت وهو أحد النقباء ليلة العقبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه:

«بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من الله شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله: إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عاقبه».

 فبايعناه على ذلك. وقد بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين.

ثم خرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك، حتى قدموا مكة، فواعدو رسول الله صلى الله عليه وسلم والعقبة، من أوسط أيام التشريق، حين أراد الله بهم ما أراد من كرامته، والنصر لنبيه، وإعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله. فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، وهي بيعة الحرب، فعن عبادة بن الصامت قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه

«فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان»

وفي رواية:

«بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم»

فقد نزل الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال. وكان الذين بايعوا في هذه البيعة ثلاثة وسبعين رجلًا وامرأتين من الأوس والخرزج.

بعد ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين من قومه، ومن معه بمكة من المسلمين، بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها، واللحوق بإخوانهم من الأنصار، ثم بعد ذلك هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه إلى المدينة ومعه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار.