ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (يحب النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب)

الوصف

                                                    من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                     يحب النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب

يحب النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر:

«لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله».

 قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم: أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال:

«أين علي بن أبي طالب؟»

فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال:

«فأرسلوا إليه».

 فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال:

«انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم».

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، القرشي الهاشمي، أبو الحسن والحسين، ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد قبل البعثة بعشر سنين، وكان قد رباه النبي صلى الله عليه وسلم من صغره، وزوجه ابنته فاطمة الزهراء، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صغره فلم يفارقه إلى أن مات وهو عنه راض. وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، ورابع الخلفاء الراشدين، بعد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

لقد كان علي بن أبي طالب أول ذكر من الغلمان آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى وهو يومئذ ابن عشر سنين، وقيل غير ذلك، وكان مما أنعم الله به على عَلِيِّ رضي الله عنه أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام.

فمن نعمة الله على عَلِيٍّ، ومما صنع له، وأراده به من الخير، أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وهي سنة القحط والجوع، وكان أبو طالب ذا عيال كثير؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس، وكان من أيسر بني هاشم، يا عباس: إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه، فلنخفف عنه من عياله، آخذ من بنية رجلًا، وتأخذ أنت رجلًا، فَنَكِلُّهُما عنه؛ فقال العباس: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه؛ فقال لهما أبو طال: إذا تركتما لي عقيلًا فاصنعا ما شئتما- ويقال عقيلًا وطالبًا- فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه، فلم يزل عَلِيٌّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله- تبارك وتعالى- نبيًّا، فاتبعه عَلِيٌّ رضي الله عليه وسلم وآمن به وصدقه؛ ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه.