ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان)

الوصف

                                                   من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                      رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان

رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان

قال عمر بن الخطاب عن عثما:

«توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض».

عثمان بن عفان، ذو النورين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وأحد الثلاثة الذين خَلُصَتْ لهم الخلافة من الستة، ثم تعينت فيه بإجماع المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، فكان ثالث الخلفاء الراشدين المهديين، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتين من بناته: رقية وبعد وفاتها أم كلثوم، الشهيد، الذي تستحي منه الملائكة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«من يحفر بئر رومة فله الجنة. فحفرها عثمان».

 وقال صلى الله عليه وسلم:

«من جهز جيش العسرة فله الجنة. فجهزه عثمان».

استجاب لله وللرسول، وآمن بما بعث به، وهاجر الهجرتين: الحبشة والمدينة، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه، وما عصاه ولا غشه حتى توفاه الله وهو عنه راض، ثم صحب أبا بكر فأحسن صحبته وتوفي وهو عنه راض، ثم صحب عمر فأحسن صحبته وتوفي وهو عنه راض، ونص عليه أهل الشورى الستة، فكان خيرهم فاستخلف وصار أمير المؤمنين.

كان عثمان صلى الله عليه وسلم قد أسلم على يدي أبي بكر الصديق، ثم هاجر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة الأولى إلى الحبشة مع امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى مكة لما بلغهم إسلام أهل مكة. ثم هاجر إلى المدينة.

ويوم الحديبية أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان سفيرًا إلى أشراف مكة ليبلغه بأنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظمًا لحرمته. فخرج عثمان إلى مكة وبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتسبته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان بن عثان قد قتل. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى:

«هذه يد عثمان»

فضرب بها على يده فقال:

«هذه لعثمان».

لقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بالجنة على بلوى ستصيبه وأنه ستكون فتنة يقتل عثمان فيها مظلومًا، وأنه سيكون شهيدًا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوجة ابنته رقيقة ثم توفيت فزوجه ابنته أم مكلثوم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحي من عثمان، قالت عائشة:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه.. فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك. فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».

 وفي هذا الحديث فضيلة ظاهرة لعثمان وجلالته عند الملائكة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان».

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جعل الأمر شورى بين ستة نفر قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وهو عنهم راض وكان عثمان من بينهم، فبايعه أهل الشورى فصار الخليفة الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد حصلت فتوحات كثيرة في زمان خلافته، منها: فتح إفريقية والأندلس وقبرص واصطخر وطبرستان وغيرها من البلدان وتوسعت المملكة الإسلامية، وامتدت الدولة المحمدية، وبلغت الرسالة المصطفوية في مشارق الأرض ومغاربها، وظهر للناس مصداق قول الله تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله»

وهذا كله تحقق وقوعه وتأكد وتوطد في زمان عثمان رضي الله عنه. كما قام رضي الله عنه بتجديد أنصاب الحرم وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي.