ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمر)
الوصف
من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس
أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمر
أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمر
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه
«أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته، فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم مَنْ؟ قال: ثم عمر بن الخطاب»
فعد رجالًا .
عمر بن الخطاب، وما أدراك من عمر بن الخطاب؟ هو الفاروق الذي يَفْرَقُ منه الشيطان، الذي إذا سلك طريقًا سلك الشيطان طريقًا آخر، هو الخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن العشرة المبشرين بالجنة، أول من أطلق عليه لقب (أمير المؤمنين). صاحب الفتوحات العظيمة، وممزق ملك فارس عبدة النار، وفاتح بلاد الروم الصليبيين، ومنقذ المسجد الأقصى، الشهيد.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلام عمر بن الخطاب يدعو الله تعالى فيقول:
«اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك؛ بأبي جهل، أو بعمر بن الخطاب»
وكان أحبهما إليه عمر.
فقد كان عمر رضي الله عنه رجلًا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره، عندما أسلم امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة حتى غلبوا قريشًا، قال ابن مسعود: إن إسلام عمر كان فتحًا، وإن هجرته كانت نصرًا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة، وصلينا معه. وقال:
«ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر».
لقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بالجنة، ورأى صلى الله عليه وسلم في المنام ما يشير إلى خلافة أبي بكر وعمر وكيف سيكون الأمر عند ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم:
«أُرِيتُ في المنام أَنِّي أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذَنُوبًا أو ذنوبين نزعًا ضعيفا والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غَرْبًا، فلم أر عبقريًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ، حتى روي الناس وضربوا بعطن»
القليب هو البئر غير المطوية، والذَّنُوب الدلو المملوءة، والغرب هي الدلو العظيمة، والعبقري هو السيد وقيل الذي ليس فوقه شيء، ومعنى ضرب الناس بعطن: أي أرووا إبلهم ثم آووها إلى عطنها، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح.
قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما وحسن سيرتهما، ظهور آثارهما، وانتفاع الناس بهما، وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته وآثار صحبته، فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر فقام به أكمل قيام، وقرر قواعد الإسلام، ومهد أموره، وأوضح أصوله وفروعه، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وأنزل الله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ثم توفي صلى الله عليه وسلم فخلفه أبو بكر رضي الله عنه سنتين وأشهرًا، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم ذنوبًا أو ذنوبين –وهذا شك من الراوي- والمراد ذنوبان كما صرح به في الرواية الأخرى، وحصل في خلافته قتال أهل الردة قطع دابرهم، واتساع الإسلام، ثم توفي فخلفه عمر رضي الله عنه فاتسع الإسلام في زمنه، وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله، فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها من الماء الذي به حياتهم، وصلاحهم، وشبه أميرهم بالمستقي لهم وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم.
وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر وصحة ولايتهما وبيان صفتهما ومدتها وكثرة انتفاع المسلمين بها خاصة ولاية عمر لطولها ولاتساع الإسلام وبلاده والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات ومصر الأمصار ودون الدواوين.