ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر)

الوصف

                                                    من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                         أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر

من يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته، فقلت:

«أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» فقلت: مِنَ الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم مَنْ؟ قال: ثم عمر بن الخطاب»

فعد رجالًا .

أبو بكر، وما أدراك من أبو بكر؟ هو الصديق عبد الله بن أبي قحافة، الذي صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، ودافع عنه حين هجم عليه المشركون، وهاجر معه إلى المدينة حين أخرجه قومه من بلده مكة، وخلفه على الأمة الإسلامية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فكان أو الخلفاء الراشدين. وهو من العشرة المبشرين بالجنة. قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي».

كان أبو بكر رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال الأحرار، وبادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا تردد ولا تأخر؛ قال يونس عن ابن إسحاق: ثم إن أبا بكر الصديق لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آباءنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«بلى إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته»

وقرأ عليه القرآن، فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق.

وقال ابن إسحاق: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فيما بلغني:

«ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة، ونظر وتردد، إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة، ما عَكَم عنه حين ذكرته له، وما تردد فيه».

فقد ذكر أن أبا بكر كان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه، ما يمنعه من الكذب على الخلق، فكيف يكذب على الله؟ ولهذا بمجرد ما ذكر له أن الله أرسله بادر إلى تصديقه ولم يتلعثم.

ولما أسلم أبو بكر أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وكان رجلًا محببًا سهلًا، وكان تاجرًا، ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه. فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استجابوا له فأسلموا وصلوا.

وذكر ابن إسحاق عن الحسن أنه لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قريشًا بمسراه إلى البيت المقدس كذبوه ولم يصدقوه، فجاءه أبو بكر وسأله عن هذا الأمر وطلب منه أن يصف له بيت المقدس؛ لأنه قد جاءه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر وكلما وصف له منه شيئًا يقول له أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: وأنت يا أبا بكر الصديق؛ فيومئذ سماه الصديق.