ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (تمهيد)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (تمهيد)
249 0

الوصف

                                                   من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس

                                                                     تمهيد

من يحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن يبغض من الناس

تمهيد:

قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)

فقد أرسل الله عز وجل محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولًا إلى الناس أجمعين، ليدعوهم إلى الله عز وجل وإلى الإسلام الذي ارتضاه الله دينًا لعباده أيًا كانوا، عربًا أم عجمًا، بيضًا أو سودًا، ذكورًا أم إناثًا.. فمن دخل الإسلام وآمن وعمل صالحًا أحبه الله، وأحبه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأحبه كل مؤمن، ومن كفر ورفض الإسلام دينًا له أبغضه الله، وأبغضه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأبغضه كل مؤمن.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحب المؤمنين جميعًا، ويحب من الناس كل من ذكر القرآن أن الله تعالى يحبه مثل: المحسنين، المتقين، المتوكلين، الصابرين، المتبعين لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم، المقاتلين في سبيل الله، الأذلة على المؤمنين والأعزة على الكافرين، المقسطين، التوابين والمتطهرين.

وكذلك يحب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس كل من ذكرت الأحاديث الشريفة أن الله عز وجل يحبه مثل: المؤمن القوي، أنفع الناس، الزاهد في الدنيا، العبد التقي الغني الخفي، الحيي العفيف المتعفف، المحب في الله، المجاهد، قائم الليل، الجار الصابر، الرجل السمح، الإمام العادل، المتصدق بالسر، وغيرهم من الناس.

والمؤمنون ليسوا على درجة واحدة من الإيمان بل هم على درجات متفاوتة كل بحسب إيمانه وعمله؛ ولهذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم هم صفوة المؤمنين، وخلاصة المتقين، وهم في أعلى درجات الإيمان والتقوى، لا يدانيهم أحد من الناس جاء بعدهم؛ لأن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم رتبة بحد ذاتها لا يعدلها كثرة صلاة أو صيام أو زهد أو ورع أحد من الناس غيرهم كائنًا من كان، وفضيلة الصحبة ومشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعدلها عمل. أضف إلى هذا أن الصحابة لم يسبقوا غيرهم بكثرة صلاة أو صيام ولكن بشيء وقر في قلوبهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه»

وهذا الكلام وجه لرجال مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمنه، فمن الأولى لمن يأتي بعدهم.

وكما أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، فإن أصحابه هم أفضل الناس العاديين بمن فيهم الذي صحبوا الأنبياء والرسل الذين سبقوا محمدًا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون لهم: نعم، فيفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم».

فقد اصطفى الخالق –تبارك وتعالى- صنفًا خاصًا من الناس، هم أفضل الناس معدنًا، وجعلهم أصحاب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم».

 وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وسنة خلفائه من الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم:

«فإنه من يعش منك بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».

فالصحابة هم أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فهم أيضًا ليسوا على درجة واحدة من الحب، فحب النبي صلى الله عليه وسلم كان لبعضهم أكثر من البعض الآخر؛ ولهذا وردت أحاديث شريفة تقرر حب النبي صلى الله عليه وسلم لصحابة معينين دون البعض الآخر، وهذا لا يعني أن من لم تذكره الأحاديث الخاصة بالحب فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحبه، بل يحبه ويحب كل مؤمن، إلا أن من ذكرته الأحاديث له حب خاص في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهجي في هذا الكتاب هو الحديث عن الناس الذين نصت الأحاديث الشريفة على حب النبي صلى الله عليه وسلم لهم سواء كانوا من الصحابة أو من غيرهم، والتركيز، فقط على الأحاديث التي ورد فيها لفظ الحب أو الرضى ونحوه.

وكذلك الأمر بالنسبة للناس الذين لا يحبهم النبي صلى الله عليه وسلم أو يبغضهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يحب كل من ذكر القرآن أن الله تعالى لا يحبه مثلم: الكافرين، الظالمين، المعتدين، المفسدين، الخائنين، المستكبرين، المسرفين، الفرحين، المختال الفخور.

وكذلك يبغض النبي صلى الله عليه وسلم من الناس كل من ذكرت الأحاديث الشريفة أن الله عز وجل يبغضه مثل: الخوارج، الألد الخصم، مدمن الخمر، الجعظري، الجواظ، العالم بالدنيا الجاهل بالآخرة، الفاحش المتفحش، السائل الملحف، الملحد في الحرم، المبتغي سنة الجاهلية، البليغ المتخلل بلسانه، التاجر الحلاف، الفقير المختال، البخيل المنان، الشيخ الزاني، الإمام الجائر، الغني الظلوم، وغيرهم من الناس. وإضافة إلى هؤلاء سيكون الحديث عن الناس الذين نصت الأحاديث الشريفة على بغض النبي صلى الله عليه وسلم لهم.