ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة)
193 0

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات
                                                       يحب النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة

يحب النبي صلى الله عليه وسلم الجماعة

عن جابر بن سمرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وهم حلق فقال:

«ما لي أراكم عِزِينَ»

عن الأعمش –بهذا- قال: كأنه يحب الجماعة.

الجماعة:

لقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عِزِينَ: أي متفرقين جماعة، جماعة، لا يجمعهم مجلس واحد فنهاهم عن التفرق وأمرهم بالاجتماع؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يحب الجماعة ويبغض التفرق، وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يأمر بالاعتصام بحب الله وعدم التفرق؛ قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) وقد أنعم الله على عباده إذ كانوا أعداء فألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانًا وجماعة واحدة؛ لذلك يكره الله ورسوله التفرق والاختلاف وعودة المسلمين مختلفين ومتفرقين إلى جماعات شتى، كل جماعة بما لديهم فرحون، ويظنون أنهم هم الفرقة الناجية المتبعة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وإن مما قيل في تفسير قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) إن حبل الله هو الجماعة؛ والله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة، فإن الفرقة هلكة والجماعة نجاة. قال ابن مسعود: عليكم بالجماعة. فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة.

وقوله تعالى: (وَلاَ تَفَرَّقُوا) يعني ولا تخلفوا في ذلك الاعتصام كما اختلفت أهل الكتاب وكما افترقت اليهود والنصارى في أديانهم. ولا تفرقوا متابعين للهوى والأغراض المختلفة. وكونوا في دين الله إخوانًا؛ فيكون ذلك منعًا لهم عن التقاطع والتدابر.

وقد أوجب الله تعالى علينا التمسك بكتابه وسنة نبيه والرجوع إليهما عد الاختلاف، وأمرنا بالاجتماع على الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادًا وعملًا؛ وذلك سبب اتفاق الكلمة وانتظام الشتات الذي يتم به مصالح الدنيا والدين، والسلامة من الاختلاف، وأمر بالاجتماع ونهى عن الافتراق الذي حصل لأهل الكتابين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«افترقت اليهود على إحدى أو ثِنْتَيْنِ وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثِنْتَيْنِ وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قال: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي».

 وفي رواية:

«ثِنْتَان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة».

وكذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة وبين خير ذلك فقال عليه الصلاة والسلام:

«عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد. من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«إن الله لا يجمع أمتي- أو قال: أمة محمد- على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار».

وبين صلى الله عليه وسلم حقيقة فعل من فارق الجماعة فقال صلى الله عليه وسلم:

«من فارق الجماعة شبرًا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه».

وبين صلى الله عليه وسلم العاقبة السيئة لمن فارق الجماعة وساهم في تفريقها فقال صلى الله عليه وسلم:

«من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات إلا مات ميتة جاهلية».