ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا)

الوصف

                                                   ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات

                                                  آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا

آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فقال رجل: يا رسول الله فمن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: إلا من أشرك»

ثلاث مرات.

قال الله تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) إنها آية أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا وما فيها؛ وكيف لا تكون كذلك وفيها دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة وعدم القنوط من رحمة الله، وإخبار بأن الله –تبارك وتعالى- يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر، ولا يصح حمل هذه على غير توبة؛ لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه.

فلو كان أحد العصاة يمتلك ما في الأرض جميعًا بل ضعفها لافتدى به من عذاب الله تعالى كما قال الله عز وجل: (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) بل يود أن يفتدي بأكثر من ذلك في مقابل أن ينجو من العذاب كما قال تعال: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ) ولكن ذلك غير مقبول منه في الآخرة، وقد طلب الله منه أقل من ذلك بكثير في الدنيا قبل الموت وقبل إغلاق باب التوبة ولكنه لم يستجب ولم يفعل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يؤتى بالرجل من أهل النار فيقول له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب شر منزل. فيقول له: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا؟ فيقول: أي رب نعم، فيقول: كذبت، قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيرد إلى النار».

ولهذ فإن مصير مَنْ لم يفعلْ ولم يَسْتَجِبْ لأوامر الله هو كما قال تعالى: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)

وبعد أن ذكر الله تعالى هذه الحقيقة التي تكون في يوم القيامة قال: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ) الآية؛ حتى يغتنم الإنسان فرصة وجوده في الدنيا فيؤمن بالله وحده ويتوب إليه من قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؛ فهذه الآية إذًا خير من الدنيا وما فيها. قال على بن أبي طالب: ما في القرآن أوسع من هذه الآية. وقال عبد الله بن عمر: هذه أرجى آية في القرآن. ووصفها عبد الله بن مسعود بأنها: أكثر آية في القرآن فرحًا.