ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء)

الوصف

                                                   ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات

                                                 يحب النبي صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء

يحب النبي صلى الله عليه وسلم تأخير صلاة العشاء

عن أبي برزة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم

«كان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة».

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب تأخير صلاة العشاء إلى نصف الليل أو إلى ثلثه، وقد

«أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة إلى شطر الليل أو كاد يذهب شطر الليل ثم جاء فقال: إن الناس قد صلوا وناموا، وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة».

ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى المشقة على أمته لأمرهم بتأخير العشاء كما صرح بذلك فقال صلى الله عليه وسلم:

«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه».

فلولا المشقة خاصة على الضعيف والمريض وذي الحاجة لصلى بهم صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت المتأخر؛ لأنه وقت صلاة العشاء، كما بين ذلك عليه الصلاة والسلام فقد قالت عائشة:

«أَعْتَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل، وحتى نام أهل المسجد، ثم خرج فصلى فقال: إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي»

وقال أيضًا:

«إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم، ولولا أن يثقل على أمتي لأمرتهم أن يصلوها كذلك».

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رءوف رحيم، فلم يأمر أمته بتأخير صلاة العشاء على الدوام؛ ولهذا اختلف العلماء هل الأفضل تقديمها أم تأخيرها، وهما مذهبان مشهوران للسلف وقولان لمالك والشافعي.

فمن قال بتفضيل التقديم قال: لو كان التأخير أفضل لواظب عليه ولو كان فيه مشقة. واحتج بأن العادة الغالبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقديمهما، وإنما أخرها في أوقات بسبب لبيان الجواز، أو لشغل، أو لعذر، وفي بعض الأحاديث الإشارة إلى هذا والله أعلم.

ومن قال بالتأخير احتج بهذه الأحاديث وقال: قد نبه على تفضيل التأخير بهذا اللفظ

«إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي»

وصرح بأن ترك التأخير إنما هو للمشقة، ومعناه –والله أعلم- أنه خشي أن يواظبوا عليه فيفرض عليهم ويتوهموا إيجابه، فلهذا تركه كما ترك صلاة التروايح وعلل تركها بخشية افتراضها والعجز عنها، وأجمع العلماء على استحبابها لزوال العلة التي خيف منها، وهذا المعنى موجود في العشاء.

قال عطاء:

«أحب إلي أن أصليها إمامًا وخِلْوًا مؤخرة كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ليلتئذ، فإن شق عليك ذلك خلوًا أو على الناس في الجماعة وأنت إمامهم فَصَلِّها وسطا لا معجلة ولا مؤخرة».

وقال الخطابي وغيره: إنما يستحب تأخيرها لتطول مدة انتظار الصلاة ومنتظر الصلاة في صلاة.

وقال ابن حجر: فعلى هذا من وجد به قوة على تأخيرها ولم يغلبه النوم ولم يشق على أحد من المأمومين فالتأخير في حقه أفضل... ولكن قال ابن بطال: ولا يصلح ذلك الآن للأئمة: لأنه صلى الله عليه وسلم أمر التخفيف، وقال:

«إن فيهم الضعيف وذا الحاجة»

فترك التطويل عليهم في الانتظار أولى.

وعن أبي سعيد الخدري قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة فلم يخرج حتى مضى نحو من شطر الليل فقال:

«خذوا مقاعدكم»

فأخذنا مقاعدنا، فقال:

«إن الناس قد صلوا وأخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة، ولولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم، لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل».

واعلم أن التأخير المذكور في الأحاديث تأخير لم يخرج به عن وقت الاختيار وهو نصف الليل أو ثلث الليل، ولم يقل أحد من العلماء أن تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل أفضل؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل»

وقال صلى الله عليه وسلم:

«ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل»

معناه وقت لأدائها اختيارًا، ونصف الليل هو آخر الوقت المختار لصلاة العشاء.

وهناك خلاف بين العلماء في الوقت الذي بعد نصف الليل إلى أذان الفجر، هل هو وقت جواز لصلاة العشاء أم لا وتصير قضاء؟ وليس هنا محل بسطه.

بقي أن نعرف في أي ساعة يكون نصف الليل؟

وسبب السؤال هو أن كثيرًا من الناس يعدون الساعة الثانية عشرة ليلًا بالتوقيت الزوالي هي نصف الليل، وهو التوقيت المعتمد لدى معظم الناس خاصة الغربيين من غير المسلمين، حيث يبدأ اليوم عندهم من هذه الساعة وهي عندهم الساعة الرابعة والعشرون، أي آخر ساعات اليوم وأول ساعات اليوم الجديد، وهو توقيت ثابت لا يتغير، أما الحساب الإسلامي فهو متغير، وحسب وقت غروب الشمس، فلمعرفة موعد نصف الليل يحسب عدد ساعات الليل من المغرب إلى الفجر، ثم تقسم على اثنين. ومثال على ذلك: وقت أذان المغرب الساعة السادسة مسًاء، ووقت أذان الفجر الرابعة فجرًا، فيكون عدد ساعات الليل بينهما هو عشر ساعات، نصفها خمس ساعات، وعلى هذا يكون نصف الليل بعد خمس ساعات من وقت أذان المغرب، أي هو في الساعة الحادية عشرة ليلًا. وبالطريقة نفسها يعرف ثلث الليل، فيقسم عدد ساعات الليل على ثلاثة، فيكون الناتج ثلاث ساعات وثلث، فيكون ثلث الليل في الساعة التاسعة والثلث ليلًا.

ولأن عدد ساعات الليل يتغير بمرور الأيام، فلا بد من حسابه وقسمته على اثنين لمعرفة وقت نصف الليل، أو قسمته على ثلاثة لمعرفة ثلث الليل.