ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يليه العقلاء)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يليه العقلاء)

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات
                                                      يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يليه العقلاء

يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يليه العقلاء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليليني منكم أولو الأحلام والنُّهَى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم وهيشات الأسواق»

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه أن يليه المهاجرون والأنصار، ليحفظوا عنه.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يقف المهاجرون والأنصار خلفه مباشرة في الصلاة ليحفظوا عنه، وقد سن صلى الله عليه وسلم أن يلي الإمام في الصلاة البالغون العقلاء أصحاب الحلم والسكون والوقار والأناة والتثبت في الأمور وضبط النفس عن هيجان الغضب ويراد به العقل؛ لأنها من مقتضيات العقل وشعار العقلاء، ثم الذين يقربون منهم في هذا الوصف، ولا يقف خلف الإمام الأطفال والنساء.

ومن الحكمة في ذلك أن الإمام قد يخطئ بالقراءة أو يسهو بالصلاة فيتفطن من ليله لتنبيه، أو قد يحدث به عارض ما ويريد أن يخرج من الصلاة فيحتاج إلى أن يقدم أحدًا ممن خلفه لِيَؤُمَّ المصلين ويكمل ما بقي من الصلاة، ولا يصلح للإمامة إلا من كان لديه قدرة على ذلك من علم بالصلاة وحفظ للقرآن، ولا يقدر على ذلك إلا البالغون العقلاء؛ ولذلك كان من اللازم أن يلي الإمام ممن ينطبق عليه هذا الوصف، أو ممن يقرب منه،قال القاري: كالمراهقين أو الذين يقربون الأولين في النهي والحلم، ثم الذين يلونهم كالصبيان المميزين والذين هم أنزل مرتبة من المتقدمين حلمًا وعقلًا والمعنى هلم جرا.

قال النووي: في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام؛ لأنه أولى بالإكرام؛ ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى؛ ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يَتَفَطَّنُ له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس وليقتدي بأفعالهم من وراءهم.

ولا يختص هذا التقديم بالصلاة بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء وإسماع الحديث ونحوها. ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب والأحاديث الصحيحة متعاضدة على ذلك.