ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدائمة)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدائمة)

الوصف

                                                    ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات
                                                       أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدائمة

أحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدائمة

قالت عائشة رضي الله عنها:

«وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دُووِمَ عليه وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة دوام عليها ».

الصلاة الدائمة: وهي هنا صلاة التطوع، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة تطوع أثبتها وداوم عليها، وكان يحب الصلاة الدائمة وإن كانت قليلة، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها:

«أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم ».

وقالت:

«كان رسول الله صلى الله عليهوسلمل إذا عمل عملا أثبته »

وقالت:

«كان عمله ديمة ».

فالمستحب أن يداوم المسلم على ما اعتاده من الصلاة من غير تفريط، ويكره قطع الصلاة وإن لم تكن واجبة، وإن الطريق الموصل إلى دوام الصلاة هو الاقتصاد فيها، والأخذ منها بقدر ما يطيق المرء، أما التشديد فيها والإكثار منها فقد يؤدي إلى تركها وهو مذموم، وإلى ذلك نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له عن امرأة لا تنام الليل وتقيمه كله، فقال صلى الله عليه وسلم:

«مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإن الله لا يمل حتى تملوا »

جواب ذلك

«مه »

إشارة إلى كراهة ذلك خشية الفتور والملال على فاعله لئلا ينقطع عن عبادة التزمها فيكون رجوعًا عما بذل لربه من نفسه، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة والاقتصار على ما يطاق، واجتناب التعمق وتكلف ما لا يطاق؛ ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

«أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل ».

ومن المهم التنبه إلى أنه ليس المراد منع الإكثار من التنفل وصلاة التطوع فإنه من الأمور المحمودة، وقد قال الله تعالى:

«وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه »

بل المراد منع الإفراط المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقت المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة.

والنبي صلى الله عليه وسلم يكره ترك صلاة لمن كان يصليها، ويحب المواظبة عليها، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص:

«يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ».

فالمداومة على الصلاة وإن قلت أولى من جهد النفس في كثرتها إذا انقطعت، فالقليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع غالبًا. والأفضل من ذلك كله الكثير الدائم لمن علم من نفسه قوة على المداومة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ تقول عائشة:

«كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ».