ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (أحب المحبوبات إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (أحب المحبوبات إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة)

الوصف

                                                     ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات

                                                   أحب المحبوبات إلى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة

أحب المحبوبات إلى النبي صلى الله عليهوسلم الصلاة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«حبب إلى من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة ».

الصلاة:

لقد جعلت الصلاة من أحب المحبوبات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عينه فيها... فهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة... وعمود الدين.. ورأس القربات... وغرة الطاعات... والصلة التي بين العبد وربه... والعلامة التي يتميز بها المؤمن من الكافر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر »

وقال صلى الله عليه وسلم:

«إن بين الرجل وبين الشرك والكفر، ترك الصلاة »

وهي أول الأعمال التي يحاسب العبد بها يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ».

فلصلاة في الإسلام منزلة عظيمة جدًا؛ ولهذا فقد عني بها عناية خاصة وأمر بإقامتها والمحافظة عليها في الحضر والسفر، في السلم والحرب، في الأمن والخوف، في الصحة والمرض، فقال الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ(239) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) والصلاة عبادة تتضمن أقوالًا باللسان وأفعالًا بالبدن، ولمن أقامها ودوام عليها وأحسن أداءها وخشوعه فيها من الأجر والفضل والإكرام، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وبالصلاة يمحو الله الخطايا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ »

قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا

«، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »

الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تغش الكبائر

«. والصلاة سبب عظيم للانتهاء عن الأفعال المحرمة والفاحشة والمنكرة... قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) كذلك الصلاة علاج للتوتر والأمراض النفسية، ولا يتوقف فضلها على إزالة أو تخفيف المرض، بل يتعدى فضلها إلى منح الاطمئنان القلبي والراحة النفسية؛ قال الله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) وقال تعالى: (أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)  »

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى

«، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمؤذنه بلال: »

قم يا بلال فأرحنا بالصلاة

«.يقول ابن الأثير: أراد بقوله: »

أرحنا بها

«، قيل: كان اشتغاله بالصلاة راحة له، فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبًا، فكان يستريح بالصلاة، لما فيها من مناجاة الله تعالى؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »

وجعلت قرة عيني في الصلاة

« وما أقرب الراحة من قرة العين ».

ويقول الحافظ الذهبي:

«وكثيرًا ما تسر الصلاة النفس وتمحق الهم، وهي تطفىء نار الغضب، وتفيد الإحباب للحق والتواضع للخلق، وترق القلب، وتحبب العفو وتكره قبح الانتقام... ففي الصلاة خير الدنيا والآخرة بما نازل القوة من تجليات باريها وخالقها، فعند ذلك تدفع ما عندها من الأمراض والأسقام البدنية، وينكشف لها أخلاق النفس الدنية فتتشمر لتميلها وتركبيها ».

ويقول ابن القيم:

«أما الصلاة، فشأنها في تفريح القلب وتقويته، وشرحه وابتهاجه ولبذته أكبر شأن، وفيها من اتصال القلب والروح بالله، وقربه والتنعم بذكره، والابتهاج بمناجاته، والوقوف بين يديه، واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته، وإعطاء كل عضو حظه منها، واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابستهم ومحاورتهم، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره، وراحته من عدوه حالة الصلاة – ماصارت به من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة. وأما القلوب العليلة، فهي كالأبدان العليلة لا تناسبها الأغذية الفاضلة.

فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع مفاسد الدنيا الآخرة، وهي منهاة عن الإثم، ودافعة لأدواء القلوب، ومطردة للداء عن الجسد، ومنورة للقلب، ومبيضة للوجه، ومنشطة للجوارح والنفس، وجالبة للرزق، ودافعة للظلم، وناصرة للمظلوم، وقامعة لأخلاط الشهوات، وحافظة للنعمة، ودافعة للنقمة، ومنزلة للرحمة، وكاشفة للغمة، ونافعة من كثير من أوجاع البطن »

.