ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات (رضا النبي صلى الله عليه وسلم بخمس صلوات)
الوصف
ما يحب النبي صلى ا لله عليه وسلم من العبادات
رضا النبي صلى الله عليه وسلم بخمس صلوات
رضى النبي صلى الله عليه وسلم بخمس صلوات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ثم فرضت على الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضى وأسلم. قال: فلما جاوزت نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي ».
الصلوات الخمس:
لقد فرض الله تعالى على عباده خمسين صلاة كل يوم، أي بمعدل ثلاث صلوات في الساعة بعد إخراج بضع ساعات في اليوم لأجل النوم؛ فإن قيل: هذا يعني أن الإنسان سيظل طوال يومه وعمره في صلاة وعبادة؛ فالجواب وهل خلق الله الإنسان إلا لأجل العبادة؟ قال الله تعالى: (مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) فإن قيل فكيف ومتى سيسعى الإنسان خلف رزقه وإطعام نفسه وعياله؟ فالجواب: قاله الله تعالى: (مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) فالله عز وجل خلق العباد ليعبدوا وحده لا شريك له، ولم يخلقهم لاحتياجه إليهم، بلا هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم.
ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع إلى ربه عدة مرات يسأله التخفيف لأمته، وفي كل مرة يضع الله تعالى عنه من الصلوات حتى صارت في الأخير خمس صلوات في اليوم والليلة، فرضي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وسلم، فأمضى الله عز وجل فريضته وخفف عن عباده، فصارت خمس صلوات بالعدد والفعل وبقيت خمسين في الأجر والثواب؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يارب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وأبدانهم فخفف عنا، فقال الجبار: يا محمد، قال: لبيك وسعديك، قال: إنه لا يبدل القول لدى كما فرضته عليك في أم الكتاب، قال: فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك »
وفي رواية:
«قال: يا محمد، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ».
لقد خفف الله –تبارك وتعالى- عن عباده المؤمنين حتى جعل الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة بدلًا من خمسين صلاة تستغرق اليوم بأكمله، فالشقي من ترك هذه الصلوات بالرغم من تخفيفها إلى الخمس التي لا تأخذ سوى ساعة واحدة من يومه، والسعيد من أدى هذه الصلوات الخمس كل يوم؛ لأنه قد أطاع أمر ربه بإقامة الصلاة، فحصل على ما فيها من الخيرات والبركات، والثواب والحسنات، والفوائد النفسية والبدنية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ »
قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال:
«فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا »
فبالصلوات الخمس يمحو الله الخطايا والذنوب، وهي كفارات لما بينها إذا اجتنبت الكبائر، قال صلى الله عليه وسلم:
«الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر ».
وكلما ذهب المسلم إلى المسجد لأداء واحدة من هذه الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة فإن تسجيل الحسنات وحط الخطايا ورفع الدرجات يكون مع كل خطوة يخطوها في طريق الذهاب وطريق العودة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه، إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة ».
ومن فضل الله تعالى على من يواظب على أداء الصلاة انه بالرغم من أن هدف الصلاة الأول والأخير هو عبادة الله عز وجل، وهو تعالى يجزي من أقامها وأحسن أداءها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر وذلك في الآخرة، عاجلة لا تحصى يحصل عليها المسلم بالصلاة بطريقة تلقائية دون ان يلقي إليها يستخدم جسمعه بحركات تشمل جميع الجسم وفي كل حركة من هذه الحركات هناك عضلات ومفاصل وأوتار وأربطة... إلخ تشترك جميعًا في تأدية الحركة مما ينتج عنه تقويتها وتنشيطها ومن ثم اكتساب فوائد بدنية كثيرة لا داعي لذكرها هنا؛ لأنني قدر أفردت لذلك كتابًا مستقلًا هو
«الصلاة والرياضة والبدن »
يقول ابن القيم:
«الصلاة رياضة النفس والبدن جميعًا، إذا كانت تشتمل على حركات وأوضاع مختلفة من الانتصاب، والركوع، والسجود، والتورك، والانتقادات وغيرها من الأوضاع التي يتحرك معها أكثر المفاصل، وينغمز معها أكثر الأعضاء الباطنة، كالمعدة، والأمعاء وسائر آلات النفس، والغذاء فما ينكر أن ينكر أن يكون في هذه الحركات تقوية وتحليل للمواد، ولا سيما بواسطة قوة النفس وانشراحها في الصلاة... ولا ريب أن الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه وفضلاته ما هو أنفع شيء له سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط للبدن والروح والقلب ».
والصلوات الخمس هي: صلاة الفجر؛ وعدد ركعاتها واثنين، وصلاة الظهر؛ وعدد ركعاتها أربع، وصلاة العصر؛ وعدد ركعاتها أربع، وصلاة المغرب؛ وعدد ركعاتها ثلاث، وصلاة العشاء؛ وعدد ركعاتها أربع؛ فهي خمس صلوات؛ وعدد ركعاتها سبع عشرة ركعة. ثلاث صلوات منها جهرية وهي: الفجر والمغرب والعشاء؛ يجهر الإمام بقراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن في الركعتين الأوليين منها، ويسر في البقية واثنتان سرية هي: الظهر والعصر؛ يسر الإمام بالقراءة في جميع ركعاتها.
والصلوات الخمس موزعة على مدار اليوم توزيعًا دقيقًا ومنظمة تنظيمًا فريدًا من نوعه لا يوجد له مثيل في أي ملة غير ملة الإسلام؛ ولكل صلاة من الصلوات الخمس وقت مخصوص تؤدي فيه فإن فات هذا الوقت لم تسقط تلك الصلاة عن المسلم بل يجب عليه قضاؤها.