ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من البلاد والأشياء (يرضى الله عن السواك)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من البلاد والأشياء (يرضى الله عن السواك)
188 0

الوصف

                                                   ما يحب الله من البلاد والأشياء

                                                      يرضى الله عن السواك

يرضى الله عن السواك

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"السواك يطيب الفم، ويرضي الرب"

السواك:
السواك هو العود الذي يستخدم لتنظيف الفم والأسنان، يؤخذ من شجر الأراك وقد يؤخذ من أشجار أخرى إلا أن شجرة الأراك هي الأفضل، يتكون لبه من ألياف طولانية قاسية لا تنكسر بسرعة تحت الضغط، ومرنة تأخذ شكل الأسنان وتدخل بين فجواتها لتنظيفها. أما طبقته السطحية فهي غشاء فليني يحفظ اللب ويحميه من التلوث، له رائحة خاصة وطعم حراق لوجود مادة به لها علاقة بالخردل، واستعماله مستحب في جميع الأوقات ولكن في خمسة أوقات أشد استحبابا: عند الصلاة، والوضوء، وقراءة القرآن، والاستيقاظ من النوم، وتغير الفم وتغيره يكون بأشياء منها: ترك الأكل والشرب، أكل ما له رائحة كريهة، طول السكوت، كثرة الكلام، ويستحب أن يستاك بعود من أراك وبأي شيء استاك مما يزيل التغير حصل السواك. والمستحب أن يستاك بعود متوسط لا شديد اليبس يجرح ولا رطب لا يزيل، وأن يقطع منه الجزء المستخدم ويشذب جزء جديد ويفضل أن يكون ذلك يوميا.

والطريقة المثلى لتنظيف الأسنان بالسواك أو بغيره أن يستاك عرضا بحركات متتابعة من الأعلى إلى الأسفل عند تنظيف أسنان الفك العلوي، ومن الأسفل إلى الأعلى للفك السفلي، فذلك يسهل جرف فضلات الطعام الموجودة بين فجوات الأسنان. ولا يستاك طولا لئلا يدمي لثته، ولأن بنية الأسنان تتأثر وتتضرر بمرور الزمن إذا كانت حركة التنظيف أفقية. ويستحب أن يمر السواك أيضا على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمرارا لطيفا، ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فمه.

لقد ألح رسول الله صلى الله عليه وسلم على استعمال السواك وتنظيف الفم والأسنان لأسباب كثيرة لم نفقه معظمها بعد، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا جدا على التسوك في الأوقات والحالات المختلفة:

أ- عند الوضوء:
قال صلى الله عليه وسلم:

"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء"

ب- عند الصلاة:
قال صلى الله عليه وسلم:

"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة"

قال ابن دقيق العيد: السر في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة أنا مأمورون في كل حالة من أحوال التقرب إلى الله تعالى أن نكون في حالة كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة.

ج- عند التهجد:
عن حذيفة رضي الله عنه:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك"

والشوص الغسل والتنظيف والدلك، وقيل الإمرار على الأسنان من أسفل إلى فوق، قال ابن دقيق العيد: فيه استحباب السواك عند القيام من النوم، لأن النوم مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخرة المعدة، والسواك آلة تنظيفه فيستحب عند مقتضاه، قال: وظاهر قوله "من الليل" عام في كل حالة، ويحتمل أن يخص بما إذا قام إلى الصلاة.

د- عند الدخول إلى البيت:
عن عائشة رضي الله عنها:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك"

فيه بيان فضيلة السواك في جميع الأوقات وشدة الاهتمام به وتكراره. وقيل: الحكمة في ذلك أنه رما تغيرت رائحة الفم عند محادثة الناس، فإذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك، وفي الحديث دلالة على استحباب السواك عند دخول المنزل.

هـ - عند المرض:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:

"دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقصمته ثم مضغته، فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري، وفيه دلالة على تأكد أمر السواك لكونه صلى الله عليه وسلم لم يخل به مع ما هو فيه من شاغل المرض.

وقد رئي النبي صلى الله عليه وسلم يستاك في أوقات أخرى مختلفة، فعن أبي بردة عن أبيه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده يقول "أع أع" والسواك في فيه كأنه يتهوع" التهوع التقيؤ، أي: له صوت كصوت المتقيئ على سبيل المبالغة، ويستفاد منه مشروعية السواك على اللسان طولا، أما الأسنان فالأحب فيها أن تكون عرضا، وفيه تأكيد السواك وأنه لا يختص بالأسنان، وأنه من باب التنظيف والتطيب لا من باب إزالة القاذورات، لكونه صلى الله عليه وسلم لم يختف به.

وظل النبي صلى الله عليه وسلم يردد وصاياه بالسواك حتى خشي أن يكون قد أكثر على أصحابه فقال صلى الله عليه وسلم:

"أكثرت عليكم في السواك"

أي: بالغت في تكرير طلبه منكم، أو في إيراد الأخبار في الترغيب فيه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "عشر من الفطرة وعد منها السواك" وكل هذه التوصيات بسبب أن

"السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"،

يقول العلماء القدامى إن السواك آلة تنظف الفم الذي هو محل الذكر والمناجاة ومظنة لرضى الله أو سبب لرضاه، وذلك لأنه تعالى جميل يحب الجمال، نظيف يحب النظافة، والسواك ينظف الفم ويطيب رائحته لمناجاة الله... وهو من السنة أو من توابع الدين ومكملاته ويحصل بكل ما يجلو الأسنان، ولا يكره في وقت من الأوقات ولا في حال من الأحوال، ومن فوائده أنه يطهر الفم ويرضي الرب وينقي الأسنان ويطيب النكهة ويشد اللثة ويصفي الحلق عن البلاغم والأكدار ويقطع الرطوبة ويضاعف الأجر ويهضم الطعام ويسكن الصداع ويذهب وجع الضرس والبلغم والحفر ويصحح المعدة ويقويها.