ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من البلاد والأشياء (أحب الأرض إلى الله مكة)
الوصف
ما يحب الله من البلاد والأشياء
أحب الأرض إلى الله مكة
أحب الأرض إلى الله مكة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة:
"والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت"
مكة:
هي مكة المكرمة، وأم القرى، وبكة، والبلد الأمين، والبلد الحرام، شرف الله مكة بالكعبة وهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله وتوحيده، ومكة هي أمنية كل مسلم للقدوم إليها لحج بيت الله الحرام وأداء الركن الخامس للإسلام.
لقد شهدت مكة أحداثا عظيمة الخطب، جليلة القدر، من بناء الكعبة، وبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهور الإسلام، وهي تشهد يوميا وأسبوعيا وسنويا تجمعا بشريا ليس له مثيل في العالم، وهو هذا التجمع للمسلمين في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان والحج، ومكة على صغرها إلا أن ما يحدث بها يتأثر به المسلم في جميع أرجاء الأرض مهما كان بعيدا عنها، بل إن ما سوف يحدث بها في آخر الزمان سيتأثر به العالم بأسره، وكيف لا يكون ذاك ومكة هي بلد الله الحرام، وخير أرض الله، وأحب الأرض إلى الله؟!
قال الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فقد أمر الله تعالى إبراهيم ببناء البيت، فقام إبراهيم ببنائه هو وابنه إسماعيل عليهما السلام، وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) وجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
وعهد الله إلى إبراهيم وابنه إسماعيل أن يطهرا بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود، ودعا إبراهيم ربه أن يجعل البيت ومكة بلدا آمنا، وأن يرزق أهله من الثمرات، قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ)
وأمر الله تعالى إبراهيم بأن يؤذن في الناس ليأتوا من كل فج عميق ليحجوا هذا البيت ويشهدوا منافع لهم، فقال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) إلى قوله تعالى: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) وهكذا عمرت مكة، ووضع لعموم الناس أول بيت ومسجد لعبادة الله وتوحيده، قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
وصار الناس يفدون إلى مكة من كل مكان ليحجوا البيت وليطوفوا به، وليصلوا عنده لينالوا البركة والهدى والأجر العظيم الذي ليس له مثيل في أي مسجد آخر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه"
أي ثواب صلاة واحدة في المسجد الحرام يزيد على ثواب مئة ألف صلاة في غيره من المساجد، ويزيد على ثواب مئة صلاة في المسجد النبوي في المدينة.
ومكة كرمها الله هي أحب البلاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان صلى الله عليه وسلم ليسكن غيرها لولا أن قومه أخرجوه منها، قال صلى الله عليه وسلم عن مكة: "ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك"
وقد حرم الله تعالى مكة منذ خلق السماوات والأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه" ومع ذلك فإن هذا البلد الحرام قد حدثت فيه فتن كثيرة عظيمة، ووقع فيه قتل كثير، وأصيب بيت الله الحرام الكعبة بأضرار كبيرة وتهدم وحرق. وسيظل هذا البلد الحرام والبيت الحرام هدفا لأعداء الله وأعداء دينه حتى آخر الزمان.
فقد جاء أبرهة الأشرم الحبشي لهدم الكعبة حجرا حجرا فهدمه الله أنملة أنملة من جسمه، كلما سقطت أنملة تحول مكانها إلى دملة ترشح قيحا ودما، والجزاء من جنس العمل، وذلك بعد أن أرسل عليه الطير الأبابيل، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ)
وسيأتي جيش لغزو الكعبة فيغزهم الله في الأرض بأن يخسف بهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم"
ولكن عندما يقترب قيام الساعة التي ستقوم على شرار الناس الذين ليس فيهم من يقول الله الله، يأتي رجل من الحبشة فيهدم الكعبة كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة"