ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من الأمور (أحب الأعمال إلى الله أدومها)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من الأمور (أحب الأعمال إلى الله أدومها)
185 0

الوصف

                                                   ما يحب الله من الأمور

                                                 أحب الأعمال إلى الله أدومها

أحب الأعمال إلى الله أدومها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل"

العمل الدائم:
إن المداومة على عمل من أعمال البر ولو كان مفضولا أحب إلى الله من عمل يكون أعظم أجرا لكن ليس فيه مداومة.. والحكمة في ذلك أن المديم للعمل يلازم الخدمة فيكثر التردد إلى باب الطاعة كل وقت ليجازي بالبر لكثرة تردده، فليس هو كمن لازم الخدمة مثلا ثم انقطع. وأيضا فالعامل إذا ترك العمل صار كالمعرض بعد الوصل فيتعرض للذم والجفاء، ومن ثم ورد الوعيد في حق من حفظ القرآن ثم نسيه، والمراد بالعمل هنا الصلاة والصيام وغيرهما من العبادات.

وقال عليه الصلاة والسلام:

"يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل"

أي: عليكم من الأعمال ما تطيقون الدوام عليه بلا ضرر، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة واجتناب التعمق، وليس الحديث مختصا بالصلاة بل هو عام في جميع أعمال البر.. وفي هذا الحديث كمال شفقته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته، لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة ولا ضرر فتكون النفس أنشط والقلب منشرحا فتتم العبادة بخلاف من تعاطى من الأعمال ما يشق فإنه بصدد أن يتركه أو بعضه أو يفعله بكلفة وبغير انشراح القلب فيفوته خير عظيم، وقد ذم الله – سبحانه وتعالى- من اعتاد عبادة ثم أفرط.

وقوله صلى الله عليه وسلم:

"وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل"

فيه الحث على المداومة على العمل وأن قليله الدائم خير من كثير ينقطع، وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع، لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى، ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة.