ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من الأمور (يحب الله ظهور أثر النعمة على عبده)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من الأمور (يحب الله ظهور أثر النعمة على عبده)
210 0

الوصف

                                                    ما يحب الله من الأمور

                                              يحب الله ظهور أثر النعمة على عبده

يحب الله ظهور أثر النعمة على عبده

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"

أثر النعمة:
إن الله – عز وجل- يحب ظهور أثر نعمته على عبده، فإنه من الجمال الذي يحبه، وذلك من شكره على نعمه وهو جمال باطن، فيحب أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها. ولمحبته سبحانه للجمال أنزل على عباده لباسا وزينة تجمل ظواهرهم، وتقوى تجمل بواطنهم، فهو سبحانه يحب التجمل حتى في اللباس ولا يحب البؤس والتباؤس وهو إظهار الفقر وارتداء الملابس الرثة والبالية والممزقة والخشنة، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا رث الثياب فقال له:

"هل لك من مال؟" فقال: من كل المال قد أعطاني الله من الإبل والغنم، فقال صلى الله عليه وسلم: "فلير عليك"

أي: فليبصر وليظهر. وقال صلى الله عليه وسلم:

"إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة، يحب أن يرى أثر النعمة عليه"

وقال عليه الصلاة والسلام:

"إذا آتاك الله مالا فلير عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنا، ولا يحب البؤس ولا التباؤس"

والمعنى: البس ثوبا جيدا ليعرف الناس أنك غني وأن الله أنعم عليك بأنواع النعم. وفي شرح السنة: هذا في تحسين الثياب بالتنظيف والتجديد عند الإمكان من غير أن يبالغ في النعامة والدقة ومظاهرة الملبس على اللبس على ما هو عادة العجم. قال القاري: اليوم زاد العرب على العجم.. وقال البغوي: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينهى عن كثير من الإرفاه. وروى البيهقي عن أبي هريرة وزيد بن ثابت أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الشهرتين رقة الثياب وغلظها ولينها وخشونتها وطولها وقصرها، ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصاد.

وقيل إن معنى "يُرى" مزيد الشكر لله تعالى بالعمل الصالح والثناء والذكر له بما هو أهله والعطف والترحم والإنفاق من فضل ما عنده في القرب (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله فيرى في أثر الجدة عليه زيا وإنفاقا وشكرا، هذا في نعمة الله، أما في النعمة الدينية فأن يرى على العبد نحو استعماله للعلم فيما أمر به وتهذيب الأخلاق ولين الجانب والحلم على السفيه وتعليم الجاهل ونشر العلم في أهله ووضعه في محله بتواضع ولين جانب في أبهة واحتشام، وفي ولاة الأمور بالرفق بالرعية وإقامة نواميس العدل فيهم ومعاملتهم بالإنصاف وترك الإعتساف إلى غير ذلك من سائر ما يجب عليهم، ويطرد ذلك في كل نعمة مع أن نعمه تعالى لا تحصى.

ورؤية أثر النعمة يمكن أن يكون بإظهارها أو بالتحدث عنها، وهناك فرق بين التحدث بنعم الله والفخر بها، فالمتحدث بالنعمة مخبر عن صفات الله ومحض جوده وإحسانه، فهو مثن عليه بإظهارها والتحدث بها شاكرا له ناشرا لجميع ما أولاه، مقصوده بذلك إظهار صفات الله ومدحه والثناء وبعث النفس على الطلب منه دون غيره وعلى محبته ورجائه، فيكون راغبا إلى الله بإظهار نعمه ونشرها والتحدث بها.