ماذا يحب الله ورسوله-ما يحب الله من الأمور (يحب الله معالي الأمور وأشرافها)
الوصف
ما يحب الله من الأمور
يحب الله معالي الأمور وأشرافها
يحب الله معالي الأمور وأشرافها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى يحب معالي الأمور، وأشرافها".
معالي الأمور وأشرافها:
يأتي في مقدمة معالي الأمور وأشرافها: الأمور الدينية؛ وهي كل أمر أَمَرَ الله به في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك: أركان الإسلام الخمسة؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، الصلاة، الزكاة، صوم رمضان، الحج. ومنها النوافل: السنن القبلية والبعدية وقيام الليل وصلاة الضحى وغيرها. وذكر الله والصدقة.
وكذلك الأخلاق الشرعية والخصال الدينية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآداب المعاملة بين الناس، وآداب اللسان، قال الله تعالى: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) .
فمن اتصف من عبيده بالأخلاق الزكية أحبه. وشرف النفس صونها عن الرذائل والدنايا والمطامع القاطعة لأعناق الرجال فيربأ بنفسه أن يلقيها في ذلك. إن العبد إنما يكون في صفات الإنسانية التي فارق بها غيره من الحيوان والنبات والجماد بارتقائه عن صفاتها إلى معالي الأمور وأشرافها التي هي صفات الملائكة، فحينئذ ترفع همته إلى العالم الرضواني وتنساق إلى الملإ الروحاني. قال بعض الحكماء: بالهمم العالية والقرائح الزكية تصفو القلوب إلى نسيم العقل الروحاني وترقى في ملكوت الضياء والقدرة الخفية عن الأبصار المحيطة بالأنظار وترتع في رياض الألباب المصفاة من الأدناس، وبالأفكار تصفو كدر الأخلاق المحيطة بأقطار الهياكل الجسمانية فعند الصفو ومفارقة الكدر تعيش الأرواح التي لا يصل إليها انحلال ولا اضمحلال.
والإنسان يضارع الملك بقوة الفكر والتمييز؛ فمن صرف همته إلى اكتساب معالي الأخلاق وأشرافها أحبه الله تعالى فحقيق أن يلتحق بالملائكة لطهارة أخلاقه.