ماذا يحب الله ورسوله-من يبغضهم الله (يكره الله لقاء من يكره لقاءه)
الوصف
من يبغضهم الله
يكره الله لقاء من يكره لقاءه
يكره الله لقاء من يكره لقاءه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كره لقاء الله كره الله لقاءه".
وقال صلى الله عليه وسلم:
"قال الله: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه".
كره لقاء الله:
فسَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن كره لقاء الله كره الله لقاءه عندما سألته عائشة رضي الله عنها فقالت: يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت، فقال صلى الله عليه وسلم:
"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشِّرَ برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا حُضرَ بُشِّرَ بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه".
وجاء شريح بن هانئ إلى عائشة رضي الله عنها فقال: يا أم المؤمنين! سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك مَن هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومَن كره لقاء الله كره الله لقاءه".
وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت. فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومَن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
فالكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه وما أعد له ويُكشف له عن ذلك، فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا إلى ما أعد لهم ويحب الله لقاءهم، ويجزل لهم العطاء والكرامة، وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه ويكره الله لقاءهم، ويبعدهم عن رحمته وكرامته.
واللقاء يقع على أوجه: منها المعاينة، ومنها البعث كقوله تعالى: (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ)، منها الموت كقوله: (مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآَتٍ) وقوله: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ) . قيل: المراد بلقاء الله هنا المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت؛ لأن كلا يكرهه، فمن آثر الدنيا وركن إليها كره لقاء الله؛ لأنه إنما يصل إليه بالموت. وقيل: ليس وجهه كراهن الموت وشدته؛ لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة. ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قومًا بحب الحياة فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .