ماذا يحب الله ورسوله-من يبغضهم الله (يبغض الله البليغ المتخلل بلسانه)

ماذا يحب الله ورسوله-من يبغضهم الله (يبغض الله البليغ المتخلل بلسانه)
222 0

الوصف

                                                    من يبغضهم الله

                                             يبغض الله البليغ المتخلل بلسانه

يبغض الله البليغ المتخلل بلسانه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عزَّ وجلَّ يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها".

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إن من أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون".

البليغ:
البليغ هو المبالغ في فصاحة الكلام وبلاغته، الذي يتخلل بلسانه، أي؛ يأكل بلسانه أو يدير لسانه حول أسنانه مبالغة في إظهار بلاغته وبيانه، تخلل الباقرة وهي البقرة بلسانها، أي؛ يتشدق في الكلام بلسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفًا. وخص البقرة؛ لأن جميع البهائم تأخذ النبات بأسنانها وهي تجمع بلسانها. وأما من بلاغته خلقية فغير مبغوض.

وهو المظهر للتفصح تيهًا على الغير وتفاصحًا واستعلاء ووسيلة إلى الاقتدار على تصغير عظيم أو تعظيم حقير أو بقصد تعجيز غيره أو تزيين الباطل في صورة الحق أو عكسه أو إجلال الحكام له ووجاهته وقبول شفاعته.

والمتشدق هو المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز ويفتح به فمه، والشدق جانب الفم، فهو يتكلم بملء شدقه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه واستعلاء على غيره، قيل: وهذا من الكبر والرعونة. فالتقعر في الكلام بالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدمات وما جرى به عادة المتفاصحين المدَّعين للخطابة، كل ذلك من التصنع المذموم ومن التكلف الممقوت ومن العمل المبغوض إلى الله.. بل ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده: ومقصود الكلام التفهيم للغرض وما وراء ذلك تصنع مذموم. ولا يدخل في هذه تحسين ألفاظ الخطابة والتذكير من غير إفراط وإغراب، فإن المقصود منها تحريك القلوب وتشويقها وقبضها وبسطها، فلرشاقة اللفظ تأثير فيه فهو لائق به.

فأما المحاورات التي تجري لقضاء الحاجات فلا يليق بها السجع والتشدق والاشتغال به من التكلف المذموم، ولا باعث عليه إلا الرياء وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة وكل ذلك مذموم يكرهه الشرع ويزجر عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"هلك المتنطعون"

قالها ثلاثًا. والمتنطعون هم المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.

فلا ينافي كون الجمال في اللسان، ولا أن المروءة في البيان، ولا أنه زينة من زينة الدنيا وبهاء من بهائها، ولا يناقض هذا (خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ البَيَانَ) ؛ لأن جعله من نعم الوهاب آية أن موضع البغض ما كان على جهة الإعجاب والتعاظم.