ماذا يحب الله ورسوله-من غضب الله عليهم (لا يرضى الله عن الفاسقين)
الوصف
من غضب الله عليهم
لا يرضى الله عن الفاسقين
لا يرضى الله عن الفاسقين
قال الله تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) .
الفاسقون:
الفِسْق أصله الخروج عن الشيء؛ يقال: فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرها؛ والفأرة من جحرها. وفَسَقَ الرجل فسقًا وفسوقًا؛ أي؛ فجر. والفِسِّيق: الدائم الفسق. والفِسْق في عرف الاستعمال الشرعي: الخروج من طاعة الله – عزَّ وجلَّ -، فقد يقع على مَن خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان.
والفاسقون هم (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ) ؛ فهم يتركون العمل بما في كتبهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته والتصديق به وبما جاء به من عند ربهم، ويجحدونه بعد معرفتهم بحقيقته ويكتمون علم ذلك عن قومهم، ويتركون العمل بوصية الله تعالى إلى خلقه، وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه وعلى ألسنة رسله. ويقطعون الأرحام فلا يصلوها، ويقطعون بين القول والعمل فيقولون ولا يعملون، ويقطعون التصديق بجميع أنبيائه، فيصدقون بعضهم ويكذبون بعضهم، ويقطعون دين الله وعبادته في الأرض وإقامة شرائعه وحفظ حدوده، وغير ذلك مما أمر الله تعالى به أن يوصل. ويفسدون في الأرض بعبادة غير الله تعالى ويجورون في الأفعال، إذ هي بحسب شهواتهم.
وهم الذين يغيِّرون ما هو من صفات الله تبارك وتعالى، ويبدِّلون كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيبتدعون في الدين ما لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم. ويكفرون بالآيات التي أنزلها الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ويتعاملون بالسحر، (وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
وهم (وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ؛ وهم الذين يأتون معاصي الله – عزَّ وجلَّ – ويعملون الخبائث، ويرتكبون الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ويسبون المسلمين، ويعيِّرون الآخرين فينادونهم بالألقاب القبيحة والصفات السيئة، ويوالون الكفار، ويخونون ويشهدون الزور، ويسرقون الناس ويرتشون، وآباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم وأزواجهم وعشيرتهم وأموالهم وتجارتهم ومساكنهم أحب إليهم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، يتكالبون على الدنيا وينسبون الآخرة؛ (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
هم الذين ارتابت قلوبهم وشكَّت في الدين وهم في شكهم يذهبون ويرجعون، يتخلفون عن الجهاد وينشرون بين المسلمين الفساد والنميمةو الشائعات وإيقاع الفتنة والاختلاف والأكاذيب، يفرحون إذا أصيب المسلمون بمصيبة، ويغتمون إذا أصيبوا بخير.
(وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى) ، ويحلفون بالله إنهم من المؤمنين وما هم منهم ولكنهم قوم يخافون أن يُظهروا ما هم عليه من الفسق والنفاق. ويحلفون بالله ليرضوا المسلمين والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين، يرضون المسلمين بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون.
هم (الذين يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) . يعيبون المؤمنين ويسخرون من اتباعهم أوامر الله ورسوله في الهيئة واللباس، ويعيبون المؤمنات ويسخرون من اتباعهن أوامر الله من فوق سبع سماوات في الحجاب، (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) .
(وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) .