ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله إتقان العمل)
الوصف
ما يحب الله من الأمور
يحب الله إتقان العمل
يحب الله إتقان العمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
إتقان العمل:
إتقان العمل هو إحكام العمل وإجادته على الوجه الأفضل، وهو مطلوب في كل عمل يقوم به الإنسان سواء أكان دينيا أم دنيويا، والله –عز وجل- يحب من الإنسان إذا عمل عملا أن يتقنه، وأفضل الأعمال التي يجب على المسلم أن يتقنها ويحسنها ويخلص فيها ويخلصها من الرياء والبدعة هي العبادات: كالصلاة وأعمال الحج وحفظ القرآن وتلاوته على الوجه الصحيح وغير ذلك، ويدلنا على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بأن يعيد صلاته ثلاث مرات بسبب عدم إتقانه للهيئات والحركات، خاصة الاطمئنان فيها، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال:
"ارجع فصل فإنك لم تصل"
فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"ارجع فصل فإنك لم تصل"
(ثلاثا) فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني، قال:
"إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها"
وفي روايات أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الركوع:
"فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك، ثم فرج بين أصابعك، ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه"
وقال صلى الله عليه وسلم عن الرفع من الركوع:
"فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها"
فهذا التفصيل في أداء حركات الصلاة دليل على أهمية إتقانها.
والإتقان مطلوب أيضا في المهنة التي يعمل بها الإنسان، وأن يحسن استعمال ما يستخدمه من آلات ومعدات وسيارات ونحو ذلك، وعلى الصانع أن يعمل بما علمه الله عمل إتقان وإحسان بقصد نفع خلق الله الذي استعمله في ذلك، ولا يعمل على نية أنه إن لم يعمل ضاع، ولا على مقدار الأجرة بل على حسب إتقان ما تقتضيه الصنعة، كما ذكر أن صانعا عمل عملا ولم يقتنع بأنه تام الإتقان وسلمه لصاحبه الذي لم ير فيه شيئا معيبا، غير أن الصانع لم ينم ليلته كراهة أن يظهر من عمله عملا غير متقن فشرع في عمل بديل له حتى أتقن ما تعطيه الصنعة ثم ذهب به لصاحبه فأخذ الأول وأعطاه الثاني فشكره فقال: لم أعمل لأجلك بل قضاء لحق الصنعة كراهة أن يظهر من عملي عمل غير متقن. فمتى قصر الصانع في العمل لنقص الأجرة فقد كفر ما علمه الله وربما سلب الإتقان.
حتى ذبح الحيوان فقد أمر الله –عز وجل- ورسوله صلى الله عليه وسلم بإحسانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته"
فإتقان ذبح الحيوان يكون بإحداد السكين، وألا يحدها بحضرة الحيوان، وألا يذبح واحدة بحضرة أخرى، ولا يسحبها برجلها ليذبحها، وأن يعجل تمرير السكين على الحلق، وهو أقرب المواضع لمفارقة الحياة بسهولة، و"أحسنوا القتلة" عام في كل قتيل من الذبائح وقتل الإنسان قصاصا وفي حد ونحو ذلك.
بل طريقة الأكل والشرب تحتاج إلى إتقان كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم: "سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك"، وهكذا كل عمل يقوم به الإنسان مما هو شرعي ومباح، فإن الله سبحانه يحب إتقانه.