ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله الحلف به)

ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله الحلف به)
193 0

الوصف

                                                    ما يحب الله من الأمور

                                                   يحب الله الحلف به

يحب الله الحلف به

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"احلفوا بالله وبرُّوا واصدقوا، فإن الله يحب أن يحلفَ به".

الحلف:
هو القسم. يندب الله تعالى إلى الحلف باسم من أسمائه أو صفة من صفاته إذا كان الداعي للحلف مصلحة؛ لأن الحلف به مما تؤكد به العهود وتشد به المواثيق، وأن يبرَّ ويصدق في الحلف، فإن الله يحب أن يحلف به ويرضاه إذا كان غرض الحالف طاعة كفعل جهاد أو وعظ أو زجر عن إثم أو حث على خير، وقد حكي الله تعالى عن يعقوب عليه الصلاة والسلام أنه طلب من بنيه الحلف حين التمسوا إرسال أخيهم معهم، فهو إذن منه في ذلك ولا يأذن إلا فيما هو محبوب مطلوب.

ويستحب الحلف ولو بغير تحليف لمصلحة كتوكيد مبهم وتحقيقه ونفي المجار عنه وقد كثرت الأخبار الصحاح في حلف المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا النوع لهذا الغرض؛ فعن عبد الله قال:

"أكثر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف: لا ومقلب القلوب"،

وعن رفاعة الجهني؛ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حلف قال:

"والذي نفس محمد بيده".

أما الحلف بغير الله فهو مذموم ومنهي عنه؛ وقد ابتدع الناس في هذا الباب في إسلامهم جاهلية جديدة وذلك أن الواحد لو أقسم بأسماء الله تعالى كلها وصفاته على شيء لم يقبل منه حتى يقسم بحاكم بلاده أو بشيخه أو بأبيه أو بأمه أو بحياته أو بشرفه أو بشاربه...! وذلك عندهم جهد اليمين التي لي وراءه حلف لحالف. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت"..

وسمع ابن عمر رجلًا يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا يحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"؛

قال النووي: يكره الحلف بغير أسماء الله تعالى وصفاته سواء في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم والكعبة والملائكة والأمانة والحياة والروح وغيرها ومن أشدها كراهة الحلف بالأمانة... قال العلماء: الحكمة في النهي عن الحلف بغير الله تعالى أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به، وحقيقة العظمة مختصة بالله تعالى فلا يضاهي به غيره. وظاهره تخصيص الحلف بالله خاصة، لكن قد اتفق الفقهاء على أن اليمين تنعقد بالله وذاته وصفاته العلية.

وعلى الحالف أن يبر ويصدق في حلفه كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من حلف بالله فليَصْدُق"،

"لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون"،

فإن لم يصدق في حلفه لقي الله وهو عليه غضبان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:

"من حلف على يمين يستحق بها مالًا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان"؛

وقد توعد الله تعالى من يفعل ذلك بالعذاب الأليم فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).