ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله المدح)
الوصف
ما يحب الله من الأمور
يحب الله المدح
يحب الله المدح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس أحد أحب إليه المدح من الله عزَّ وجلَّ، من أجل ذلك مدح نفسه".
مَدْح الله:
مدح الله – سبحانه وتعالى – هو الثناء بذكر أوصاف الكمال والأفضال.. وقد أثنى الله سبحانه بالحمد على نفسه، وافتتح كتابه بحمده فقال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ، قيل: لما علم سبحانه عجز عباده عن حمده، حَمِد نفسه بنفسه لنفسه في الأزل؛ فاستفراغ طَوْق عباده هو محمل العجز عن حمده. ألا ترى سيد المرسلين كيف أظهر العجز بقوله:
"لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"
معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في الثناء عليك.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"أنت كما أثنيت على نفسك"
اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته، ورد للثناء إلى الجملة دون التفصيل والإحصار والتعيين، فوكل ذلك إلى الله – سبحانه وتعالى – المحيط بكل شيء جملة وتفصيلًا، وكما أنه لا نهاية لصفاته لا نهاية للثناء عليه؛ لأن الثناء تابع للمثنى عليه وكل ثناء أثنى به عليه وإن كثر وطال وبولغ فيه فقدر الله أعظم، وسلطانه أعز، وصفاته أكبر وأكثر، وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ. وقيل: حَمِد نفسه في الأزل لما علم من كثرة نعمه على عباده وعجزهم على القيام بواجب حمده فحَمِد نفسه عنهم؛ لتكون النعمة أهنأ لديهم، حيث أسقط به ثقل المنَّة. وقيل: إن مدحه عزَّ وجلَّ لنفسخ وثناءه عليها ليعلِّم ذلك عباده، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه؛ فكأنه قال: قولوا الحمد لله، وقيل: إن قول القائل: (الحمد لله) ثناب عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
والمراد المدح من عباده بطاعته وتنزيهه عما لا يليق به والثناء عليه بنعمه ليجازيهم على ذلك.. وحقيقة هذا مصلحة للعباد؛ لأنهم يثنون عليه سبحانه وتعالى فيثيبهم فينتفعون، وهو سبحانه غني عن العالمين لا ينفعه مدحهم ولا يضره تركهم ذلك. وهذا تنبيه على فضل الثناء عليه سبحانه وتعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده وتكبيره وسائر الأذكار. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى ويثني عليه على كل أحيانه.