ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله الرفق)
الوصف
ما يحب الله من الأمور
يحب الله الرفق
يحب الله الرفق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحب الرفق في الأمر كله".
وقال عليه الصلاة والسلام:
"إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه".
الرفق:
في هذه الأحاديث فضل الرفق والحث على التخلق به وذم العنف، والرفق سبب كل خير، و
"من يُحرَم الرفق يُحرَم الخير".
وقوله
"إن الله رفيق"
أي؛ لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فلا يكلفهم فوق طاقتهم
"ويعطي على الرفق"
أي؛ يثيب عليه ما لا يثيب على غيره. ويعطي عليه في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد، وفي الآخرة من الثواب الجزيل ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.
والرفق محمود ويضاده العنف والحدة، والرفق واللين نتيجة حسن الخلق والسلامة، فالرفق في الأمور ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق. وقيل: الرفق أن تضع الأمور في مواضعها: الشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، والسوط في موضعه؛ وهذه إشارة إلى أنه لا بد من مزج الغلظة باللين والفظاظة بالرفق. فالحومود وسط بين العنف واللين كما في سائر الأخلاق، ولكن لما كانت الطباع إلى العنف والحدة أميل كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر؛ فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف، وإن كان العنف في محله حسنًا كما أن الرفق في محله حسن، فإذا كان الواجب هو العنف فقد وافق الحق الهوى وهو ألذ من الزبد بالشهد وهكذا. قيل: ما تكلم الناس بكلمة صعبة إلا وإلى جانبها كلمة ألين منها تجري مجراها.
فالرفق محمود ومفيد في أكثر الأحوال وأغلب الأمور، والحاجة إلى العنف قد تقه ولكن على الندور، وإنما الكامل من يميز مواقع الرفق عن مواقع العنف فيعطي كل أمر حقه، فإن كان قاصر البصيرة أو أشكل عليه حكم واقعة من الوقائع فليكن ميله إلى الرفق فإن النجاح معه في الأكثر. فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَعُ من شيء إلى شانه".