ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله العفو)

ماذا يحب الله ورسوله- ما يحب الله من الأمور (يحب الله العفو)
206 0

الوصف

                                                    ما يحب الله من الأمور

                                                      يحب الله العفو

يحب الله العفو

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله عفو يحب العفو".

قال الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) ، وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ، وقال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) .

العفو:
إن معنى العفو أن يستحق حقًا فيسقطه ويبري عنه من قصاص أو غرامة، والعفو: ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح: إزالة أثره في النفس. و(العفو) اسم من أسماء الله الحسنى.

مدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) ، وأثنى على الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك. وقال تعالى: (إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) ، فندب الله – عزَّ وجلَّ – إلى العفو ورغَّب فيه.. وأن العفو مما يقرب العبد عند الله ويجزل ثوابه لديه. والعفو من صفة الله تعالى وهو يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم. وقال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، فالجزاء من جنس العمل، فكما تغفر ذنب من أذنب إليك يغفر الله لك، وكما تصفح يصفح عنك.

وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على كظم الغيظ والعفو عن الناس وملك النفس عند الغضب وذلك من أعظم العبادة النفس؛ فقال صلى الله عليه وسلم:

ليس الشديد بالصُرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

وقال صلى الله عليه وسلم:

"ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله، من جرعة غيظ، كظمها عبد ابتغاء وجه الله".

وقال عليه الصلاة والسلام:

"من كظم غيظًا، وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عزَّ وجلَّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء".

أي؛ شهره بين الناس وأثنى عليه وتباهى به، حتى يجعله مخيرًا في أخذ أي الحور العين، وهو كناية عن إدخاله الجنة المنيعة وإيصاله الدرجة الرفيعة. فكظم الغيظ قهر للنفس الأمارة بالسوء ومن نهى نفسه عن هواها فإن الجنة مأواه والحور العين جزاه؛ وهذا الثناء الجميل والجزاء الجزيل إذا ترتب على مجرد كظم الغيظ فكيف إذا انضم العفو إليه أو زاد بالإحسان عليه.

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:

"ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا".

فيه وجهان: أحدهما أنه على ظاهره وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه، والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك... وقد يكون المراد الوجهين معًا في جميعها في الدنيا والآخرة.

فصاحب العفو يتجاوز ويحلم عمن ظلمه، ويكظم غيظه ويسكت عليه ولا يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه، ويشفق على ظالمه، ويصفح لمن جهل عليه، يطلب بذلك ثواب الله تعالى وعفوه. قال تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) قال ابن عباس: من ترك القصاص وأصلح بينه وبين الظالم بالعفو (فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) أي؛ أن الله يأجره على ذلك وهذا من محاسن الأخلاق، ومن أجلِّ ضروب فعل الخير.