ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله الجار الصابر)

ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله الجار الصابر)
217 0

الوصف

                                                    مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس

                                                       يحب الله الجار الصابر


  يحب الله الجار الصابر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاثة يحبهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصُبُ لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه؛ والقوم يسافرون فيطول سُراهم حتى يحبوا أن يمسُّوا الأرض فينزلون؛ فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرِّق بينهما موت أو ظعن".

الجار الصابر:
الجار الصابر هو الذي يكون له جار يؤذيه فلا يقابل الأذى بالأذى، ولا السيئة بالسيئة بل يصبر على أذى جاره ويحتسب ذلك عند الله؛ لأن من جملة الإحسان إلى الجار تحمل أذاه، ويعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم التي أوصاها لرجل جاء يشكو جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

اذهب فاصبر

ذلك لأنه يريد أن يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"خير الجيران عند الله خيرهم لجاره".

وهو يحب كذلك أن يكون من أهل هذه الآية: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فهو يكظم غيظه على أذى جاره ويعفو عما يصدر منه من أفعال سيئة تجاهه؛ لأن العفو عن الناس وخصوصًا الجار من أجلِّ ضروب فعل الخير، وصبر الجار على أذى جاره لن يصيع عند الله تعالى بل سيجزيه أحسن الجزاء وبغير حساب، قال الله تعالى: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وقال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

قال بعض أهل العلم: الصبر على الأذى جهاد النفس، وقد جبل الله الأنفس على التألم بما يفعل بها ويقال لها؛ ولهذا شق على النبي صلى الله عليه وسلم نسبتهم له إلى الجور في القسمة، لكنه حلم عن القائل فصبر لما علم من جزيل ثواب الصابرين وأن الله تعالى يأجره بغير حساب، والصابر أعظم أجرًا من المنفق؛ لأن حسنته مضاعفة إلى سبع مئة، والحسنة في الأصل بعشر أمثالها إلا من شاء الله أن يزيده.