ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله قائم الليل)
الوصف
مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس
يحب الله قائم الليل
يحب الله قائم الليل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة يحبهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصُبُ لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه؛ والقوم يسافرون فيطول سُراهم حتى يحبوا أن يمسُّوا الأرض فينزلون؛ فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم...".
قائم الليل:
قائم الليل هو المسافر مع قوم حتى إذا تعبوا من السفر الطويل في الليل أحبوا التوقف للراحة والنوم، فينزلون وينامون، أما هو فيتنحى جانبًا ليصلي بدلًا من النوم كما فعل الآخرون، فيبيت لربه سجدًا وقيامًا حتى يطلع الصباح فيوقظ قومه للرحيل.
فهو يقيم الليل مصليًا بدلًا من النوم لأن الله تعالى قال: (قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً) ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"... وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
وقد مدح الله سبحانه الذين يفعلون ذلك ويواظبون عليه وأثنى عليهم فقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلاً مِّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون) وقال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) أي؛ يتركون النوم والاضطجاع على الفرش ويقيمون الليل بالصلاة والدعاء والاستغفار. وقد أعد الله تعالى لمثل هؤلاء العباد الصالحين
"ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"،
فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد؛ قال الله تعالى: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
فهذا تنبيه وإعلام عن عظم قيام الليل وأنه من معالي الأمور التي يجب أن يهتم بها المؤمن. وقائم الليل لا يتساوى مع نائم الليل أو تارك الصلاة في النهار والليل وقد نفى الله – تبارك وتعالى – التسوية بينهما قائلًا:
( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ)