ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (المؤمن القوي أحب إلى الله)
الوصف
مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس
المؤمن القوي أحب إلى الله
المؤمن القوي أحب إلى الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير".
المؤمن القوي:
القوة هي عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد، وأسرع خروجًا إليه وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشظ طلبًا لها ومحافظة عليها ونحو ذلك.
والقوة هي قوة البدن وإجادة القتال بأنواع الأسلحة المستخدمة في كل زمان ومكان وهي مما يجب أن يعدها المسلمون أفرادًا وجماعات ودولًا اتباعًا لأمر الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) وذلك للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله وقتال أعدائهم وتحرير أراضيهم ونصرة الحق والمظلومين.
وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر فقال:
"وأعدوا لهم ما استطعتهم من قوة ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي".
فقد فسرَّ النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي، وفي الحديث فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى، وكذلك ممارسة الرياضيات القتالية واستعمال سائر أنواع السلاح، وكذلك المسابقة بالخيل وغيرها، والمراد بهذا كله التمرن على القتال والتدرب واكتساب الخبرات القتالية ورياضة الأعضاء بذلك.
ففي إعداد القوى النفسية والبدنية إرهاب للأعداء والمنافقين والكافرين والخائنين كما قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) ولهذا يجب على المسلمين إعداد هذه القوة دائمًا واستكمالها بأقصى الحدود الممكنة حتى ترهب القوى الباطلة وأعداء الله وتلقي في قلوبهم الرعب فتهاب مهاجمة ديار الإسلام ولا تفكر في الوقوف في وجه المد الإسلامي وهو ينطلق لتحرير الناس كلهم في الأرض كلها وتقرير ألوهية الله وحده وتحطيم ألوهية العبيد. فالمسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء، وأن يحشدوا ما يستطيعون من أسباب القوة ليكونوا مرهوبين في الأرض، ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وليكون الدين كله لله.
وبالجملة فالله يحب من المؤمن أن يكون قوي النفس والبدن جميعًا حتى يقوى على نشر دينه والجهاد في سبيله وهو أحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وأما قوله صلى الله عليه وسلم
"وفي كلٍ خير"
فمعناه في كلٍ من القوي والضعيف خير لاشتراكهما في الإيمان مع ما يأتي به الشعيف من العبادات.